أحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام: لنجعل من كلّ يومٍ يوماً للتسامح والسلام في العالم
صدر عن أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام البيان التالي:
يحتفل العالم في السادس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام بيوم التسامح والسلام، انها مناسبة للتأمل والتضامن بين الدول والحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية والوطنية وكل قادة الرأي والفكر والعلم والاعلام بهدف القضاء على الجهل والتطرف والتعصب والتمييز والكراهية والارهاب بكل اشكاله، وفي المقابل غرس مبادئ التسامح وقيم السلام في الشباب والمجتمعات والاوطان.
لم تعد بيانات الاستنكار للظواهر الارهابية والأعمال غير الانسانية والعنف، وحدها كافية لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تطال الابرياء والاطفال والنساء بوحشية في كل دولة ومدينة في العالم. ولم يعد مقبولاً وجود مجتمعات مهمشة، ولا تعاليم تفرق بين البشر او تحرّض مجموعات على غيرها. كما لم يعد مسموحاً عدم ضمان التعليم والطبابة والعدالة والحرية لكل الناس والمجتمعات.
آن الاوان للتحرك الفاعل، آن الاوان لاعتماد استراتيجيات واليات جديدة على المستوى العالمي، للتكاتف والتضامن بين جميع المحبين للسلام والعاملين على بنائه وتحصينه، من أجل وضع وتثبيت قواعد اساسية ومتينة لتحقيق العدالة والمساواة وجعل حقوق الانسان حقيقة وواقعاً لا مجرد شعار وحلم في كثير من بقاع الارض.
آن الاوان لكي نرتقي جميعاً بالتسامح الى اعلى مراتب الثقافة، وأن نجعله سبيلاً الى بناء مستقبل ينعم فيه اطفالنا بالامن والحرية والامان، وهذا يحتم على الدول والحكومات والمجتمعات المدنية ان تغرس في الشباب منذ نعومة اظفارهم ثقافة رفض التمييز والعنصرية والتعصُّب والتطرُّف الديني والعرقي والطائفي، وترسيخ مبادئ المساواة، وإحترام الآخر ومعتقداته وحريته والعيش المشترك.
كذلك لا بد من دعم مبادرات الشباب والمرأة، اضافة الى عقد شراكات عالمية واقليمية ووضع وتنفيذ برامج ومؤتمرات مشتركة لتعزيز قيم التسامح والسلام.
وهذا ما يسعى اليه المجلس العالمي للتسامح والسلام من ضمن خطة استراتيجية طموحة وخريطة طريق علمية ترتكز في تنفيذها على التعليم والاعلام بدرجة اولى، والشراكات الاستراتيجية مع الامم والمتحدة ووكالااتها ومنظمات دولية واقليمية وجامعات ومجتمعات مدنية وسواها من الكيانات المهتمة بنشر مفهوم التسامح وتعزيز السلام.
وفي هذه المناسبة، يعلن المجلس العالمي للتسامح والسلام عزمه على إنشاء برلمان دولي للتسامح والسلام ليكون مدماكاً اساسياً في ابتكار التشريعات المتطورة ولا سيما منها الخاصة بتحديث القوانين والبرامج والمناهج التعليمية بما يخدم قضية التسامح والسلام.
فلنتكاتف جميعاً، ولنتمسّك باصرار بأهدافنا القائمة على الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعوب، وبلورتها بدءاً من كلّ منزل، مدينة وبلد، ولنعمل جاهدين لإيصال الرسالة إلى كلّ زاويةٍ، كي نجعل من كلّ يومٍ يوماً للتسامح والسلام في العالم.