نداء من أعضاء الأمانة لمؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية بمناسبة حلول الذكرى الـ 75 للانتصار على الفاشية والنازية
نحن بصفة – ممثلي الأديان العالمية والتقليدية – مرتبطون بعضنا البعض بإيمان راسخ نؤكد من جديد التزامنا بأفكار السلام والوئام والاحترام المتبادل والتعاون والأخوة البشرية. وكذلك نعرب عن تقديرنا البالغ للدول والمجتمعات على المبادرة النبيلة لتكريم مناسبة حلول الذكرى الـ 75 للانتصار على الفاشية والنازية ومناسبة للتذكر والمصالحة لأولئك الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية من أجل الصالح العام للبشرية.
وإننا نرحب وندعم جهود الأمم المتحدة وكذلك المؤسسات الأخرى صاحبة المصلحة والحكومات والمنظمات العامة لبناء نظام عالمي من أجل مستقبل أفضل للبشرية الذي يعيش فيه جميع الناس تحت ظل واحد.
علاوة على ذلك, نؤيد المبادئ الأساسية “لوثيقة الأخوة الإنسانية” التي تضمن السلام والعيش المشترك بين مختلف الطوائف و الشعوب والتي وقع عليها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبو ظبي عام 2019. وكذلك نؤيد “وثيقة مكة المكرمة” التي تعد وثيقة دستورية تاريخية لإرساء قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب العديدة في العالم والتي صدرت في ختام انعقاد المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 2019.
في هذا الصدد نحن نعتقد أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات وتقارير عن وقف أعمال العنف المسلح بجميع أشكاله المرتكبة من قبل جميع الأطراف في جميع أنحاء العالم من أجل وضع حد للصراعات المسلحة والتركيز على الحقائق لحياتنا.
وكذلك نعرب في ظل خلفية الجهود التي يبذلها المجتمع العالمي لمكافحة جائحة كورونا وفي ظل روح الرسائل الرئيسية للأعياد الدينية مثل شهر رمضان عن التضامن مع نداءات البابا فرنسيس لإنشاء طرق الإمداد بالمساعدات الإنسانية والانتباه إلى هؤلاء الذين في حالات من الأزمة الإنسانية بسبب جائحة فيروس كورونا.
وإننا نؤمن إيمانا راسخا ونصلي بجد للخالق لكي تختفي الإضطرابات اجتماعية والكوارث التي تفوق جميع الأمم بغض النظر عن الدين والجنسية وكذلك تكون هذه التجربة بمثابة درس لنا في إدراك أن إيمانًا واحدًا ونظامًا وتضامنًا والالتزام بالمعايير الأخلاقية قد تساعد في التغلب مثل هذه التحديات والتهديدات المستقبلية المختلفة.
نظرا لذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية نعلن أن نتيجة هذه الحرب التي تتسبب في تعاسة هائلة للجنس البشري والتي لا تزال آثارها محسوسة حتى اليوم يجب أن تكون عبرة لرجال الدولة والقادة السياسيين لأجيالنا المقبلة.
وقد أثبتت اجتماعاتنا العديدة على منصة مؤتمر زعماء لأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد دائما في مدينة نور سلطان خلال سبعة عشر سنة أن الحوار والشراكة بين كل الأطراف قد يكون ممكنا على الدوام.
نحن على استعداد لإجراء “حوار بناء” مع كل الحضارات والثقافات والأديان المختلفة ونحث الجميع على توحد جهودهم من أجل إقامة السلام والاستقرار وآمن في العالم للإنسانية جمعاء.
إننا ندعو جميع أصحاب المصلحة كافة على المساهمة في بذل الجهود لتعزيز التعايش السلمي، واحترام التعددية الدينية والثقافية وحماية المقدسات الدينية، على أساس أنها من السنن الكونية، والواجبات الإنسانية المشتركة، وكذلك الجهود لأجل منع ومكافحة التحريض على الكراهية أو التمييز العرقي أو الديني بين الناس، وللحفاظ على السلام العالمي، خاصة بين أتباع الأديان.
لا حرب بعد الآن ولا عودة الى الحرب و لا امراض ولتكن بركات الله علينا وعليكم جميعا !
أعضاء وشركاء الأمانة
لمؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية