د. هاجر أبو جبل: “أتمنى أن تكون رئاستي للجمعية العمومية للتسامح والسلام فرصة لإبراز صورة مشرفة للمرأة العربية أمام العالم أجمع”
منذ أيامٍ قليلة، إحتفى المجلس العالمي للتسامح والسلام بأول رئيسةٍ للجمعية العمومية للتسامح والسلام، بعد إنعقاد الجلسة السادسة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام في جمهورية مونتينغرو، وبحضور ممثلي 41 برلماني ممثلين لدولهم ، معلناً للجميع أن للمرأةِ دورٌ لا يمكن أن يغفله أحد في تنمية المجتمع، وتنشأة الأجيال الواعدة على المبادئ والقيم الإنسانية، التي تَخلق مجتمعاتٍ تعيش في سلامٍ ومحبة وتقبلٍ للآخر أياً كانت أفكاره وتوجهاته.
وبهذه المناسبة.. يسعدنا أن نصحبكم معنا من خلال السطور التالية، في جولةٍ جديدة بين أروقة المجلس وحوار خاص، مع أول رئيسةٍ للجمعية العمومية للتسامح والسلام، سعادة الأستاذة الدكتورة/ هاجر أبو جبل.
- من هي رئيسة الجمعية العمومية للتسامح والسلام؟
الأستاذة الدكتورة/ هاجر إسماعيل أبو جبل حاصلة على بكالوريوس الطب من جامعة عين شمس، بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف.
بعد تخرجها عُينَت معيدة في كلية الطب وتدرجت في السلم الوظيفي حتى وصلت لدرجة أستاذ.
حصلت على الدكتوراة في تخصص المناعة، ثم إنتقلت إلى العاصمة الفرنسية باريس وقامت بعمل دراسات عليا في تخصص دقيق وهو مناعة الأنسجة وزراعة الكلى.
تولت رئاسة المعمل المركزي للتحاليل بمستشفى عين شمس التخصصي.
شغلت منصب مستشارة وزير الصحة المصري الأسبق د. عوض تاج الدين لشؤون السياسات الصحية.
حصلت على دورة مدتها ثلاث سنوات من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي U.N.D.P في مجال التمكين السياسي للمرأة.
ليس هذا فقط، بل هي أيضاً فنانة تشكيلية قادها حبها للفن لدراسته بشكل أكاديمي، فقامت بعمل دراسات حرة في كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة، وتتلمذت على يد الفنان الكبير الراحل حسن سليمان، وأقامت عدة معارض محلياً ودولياً.
- في البداية نبارك لسعادتكم رئاسة الجمعية العمومية للتسامح والسلام ونود أن تطلعنا د. هاجر عن رحلتها مع المجلس العالمي للتسامح والسلام.. كيف بدأت؟
شكراً جزيلاً لكم.. أتذكر أول يوم إلتقيت فيه معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام كان في نهاية عام 2017 وكان المجلس وقتها وليداً ولم يكن قد أتم شهراً على تأسيسه، في مأدبة عشاء تضم عدداً من الشخصيات رفيعة المستوى، وكان معالي أحمد الجروان في زيارة قصيرة للقاهرة وقتها.
في هذه الأثناء؛ إستمعت أنا والحضور المتواجد إلى شرحٍ عن ماهية المجلس وأهدافه التي يسعى لتحقيقها والرؤى التي يتبناها، وبدأ إنتباهي يتركز أكثر وأكثر، وكأن أحدهم ضغط على زر إنطلاقٍ بداخلي، وجلست أُحادثُ نفسي بسعادة بالغة أن هناك من له نفس أفكاري وطموحاتي التي لطالما تمنيت تحقيقها في مجال العمل المجتمعي، فقد كانت جميع الأنشطة المجتمعية التي أقوم بها فردية وليست في إطار مؤسسي.
بعد هذا اللقاء، تراسلت مع معالي رئيس المجلس وأبديت رغبتي في الإنضمام إليه فرحب معاليه بذلك، وإستمر التواصل فيما بيننا حتى عرض معاليه أن أنضم للجمعية العمومية للتسامح والسلام بعد إجتماعها الأول في مايو2020، ولم يحدث أي جديد من وقتها بسبب ما مر به العالم على إثر جائحة كورونا، إلى أن عرض عليً رئاسة الجمعية العمومية للتسامح والسلام في فبراير 2021.
- هل نستطيع القول بأن رئاسة الدكتورة هاجر للجمعية العمومية للتسامح والسلام محطة مهمة في تاريخ عملها المجتمعي؟ ولماذا؟
بالطبع مهمة جداً لأنها تحقق ما كنت أتمنى تنفيذه في حياتي بشكل موسع وفي إطار مؤسسي، فكأستاذةٍ في الجامعة كان نشاطي وإهتمامي برعاية الطلبة ومجتمع الجامعة والمرضى، ومحاولة التغيير من حياتهم للأفضل، ولكن جميع تلك الأنشطة كانت تتم بشكل شخصي بحت ولا يتبع لأي جهة مؤسسية أو مجتمع مدني، وقد ساعدني ذلك في عملي وقتها كمستشارة لوزير الصحة الأسبق د. عوض تاج الدين لشؤون السياسات الصحية.
وعندما إلتحقت بدورة تدريبية لتمكين المرأة سياسياً تابعة للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، إستغرقت ثلاث سنوات، لم أنسَ أبداَ عملي الخدمي وواجبي تجاه المجتمع، وأصبحت الدراسة والعمل الخدمي يسيران بشكلٍ متوازي، و تطور الأمر إلى تجارب عدة في توعية المرأة الريفية ومساعدتها في تحسين حياتها للأفضل، لذلك.. فعندما أتت فرصة كهذه وليس فقط على المستوى المحلي بل الدولي أيضاً، فهي بمثابة الحلم الذي بدأت ملامحه تتجسد على أرض الواقع.
- ما هي رؤية سعادتكم أو المخطط الذي تسعون لتنفيذه خلال فترة رئاستكم للجمعية العمومية للتسامح والسلام؟
إن ما أؤمن به وسعيتُ دائماً لتحقيقه، أصبحت أدواته متاحةٌ بين يدي، خاصة وأن العمل الفردي، لا يُمَكن المرء من الوصول للنتائج المرجوة، وأصبحت هناك مظلة تحتوي تلك الطموحات والأهداف، أهمها تمكين المرأة وتفعيل دورها داخل المجتمع وخاصة المرأة الريفية والمعيلة، والأطفال بلا مأوى والمتسربين من التعليم، والعمل على النهوض بهم للأفضل، وخلق فرص جديدة في حياتهم تحقق لهم أهداف التنمية المستدامة.
وأتمنى لو إستطعنا تطبيق برنامج الماجستير الذي يتبناه المجلس، والذي يختص بدراسة هي الأولى من نوعها في التسامح والسلام، داخل الجامعات المصرية والعربية، وألا يقتصر التثقيف الإنساني عند مرحلة سنية معينة، بل نصل لوضع برامج توعوية تخاطب الأطفال في المدارس لتغرس بداخلهم مبادئ التسامح والسلام منذ الصغر، لنضمن بذلك جيلاً يترعرعُ سَوِي النفس، متقبلاً لجميع الإختلافات التي قد تواجهه في حياته ويستطيع أن يتأقلم معها، هذا فيما يتعلق بالصعيد المحلي والعربي.
أما على الصعيد الدولي فأتمنى من الله عز وجل أن أن تكون رئاستي للجمعية العمومية للتسامح والسلام فرصة لإبراز صورة مشرفة للمرأة العربية أمام العالم أجمع.
كما أتطلع إلى فتح آفاق تعاون مع منظمات المجتمع المدني دولياً، وتعزيز العلاقات مع نواب الدول الأعضاء في البرلمان الدولي للتسامح والسلام، الذين شَرُفت بمعرفتهم في جمهورية الجبل الأسود والتعاون معهم، والوصول لآليات عمل وتعاون لتفعيل البرامج الدراسية والتثقيفية المعنية بالتسامح والسلام، وبحث إمكانية تطبيقها في الجامعات والمدارس كل في دولته، إلى جانب بحث إمكانية دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التي تحقق لشعوبهم التنمية المستدامة، وتغير حياة أفرادهم للأفضل.
- رسالة توجهونها للمجلس على وجه الخصوص، وأخرى لعموم المهتمين بقيم التسامح والسلام.. ما مضمونها؟
رسالتي إلى المجلس: ( أعلم أن المهمة النبيلة التي حملتم على عاتقكم أمر تنفيذها صعبةٌ للغاية، وأنها تحتاج إلى عزيمةٍ قوية وأنتم تمتلكونها، كل ما عليكم فقط هو أن تثقوا وتؤمنوا بقدراتكم وأنكم تستطيعون تحقيق ذلك الهدف النبيل وهو نشر قيم التسامح والسلام في جميع أنحاء العالم، ولا تتركوا باباً من حولكم إلا وأنتم طارقوه، فلا أحد يعلم ما خلف الباب المغلق إلا عندما يتخطاه).
أما عن رسالتي للمهتمين بالتسامح والسلام، فإني أدعوهم جميعاً أن يكونوا يداً واحدة وصوتاً واحداً يُسمعُ من على منبر المجلس العالمي للتسامح والسلام، فكلما توحدت الجهود والرؤى، كلما كان للنتائج صوتٌ رنان يصل صداه للقاصي والداني.