بقلم معالي أحمد بن محمد الجروان
رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام
اليوم، وفي اليوم العالمي للاجئين تحت شعار “التضامن مع اللاجئين”، نسترجع كل التحديات الكبيرة التي يواجهها الملايين من الأفراد المشردين حول العالم. حيث يحثنا هذا اليوم على التضامن وعلى الاعتراف بمسؤوليتنا الجماعية لدعم أولئك الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب النزاعات، والاضطهاد، والكوارث البيئية.
وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، فإن أكثر من 82 مليون شخص حول العالم قد تعرضوا للتشريد القسري، بما في ذلك أكثر من 26 مليون لاجئ. يواجه هؤلاء الأفراد صعوبات غير عادية أثناء سعيهم للحصول على الأمان والاستقرار في بلدان جديدة. الرحلة غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر، وعند الوصول، يتعين على اللاجئين التنقل بين تعقيدات قانونية واجتماعية واقتصادية. هذه الحقيقة تبرز الحاجة الملحة إلى التضامن وأنظمة دعم شاملة.
يتجاوز التضامن مع اللاجئين مجرد التعاطف؛ فهو يتطلب إجراءات ملموسة تعزز المرونة، والاندماج، والازدهار. في هذا اليوم العالمي للاجئين، دعونا نؤكد من جديد التزامنا بالتضامن مع اللاجئين من خلال الإجراءات التالية:
- الدعوة إلى سياسات أقوى من خلال تشجيع ممثلينا المحليين والوطنيين على دعم السياسات التي تحمي حقوق اللاجئين وتوفر دعمًا شاملًا لاندماجهم.
- دعم منظمات اللاجئين من خلال التبرع أو التطوع مع المنظمات التي تقدم خدمات حيوية للاجئين، مثل المساعدة القانونية والتعليم والدعم النفسي.
- تعزيز الوعي والتعليم وذلك من خلال زيادة الوعي حول قضايا اللاجئين في مجتمعاتنا (تنظيم فعاليات، نقاشات، وبرامج تعليمية) لتعزيز الفهم والتعاطف.
- المشاركة في بناء المجتمع عبر انشاء مساحات ترحيبية في مجتمعاتنا للاجئين. يمكن أن تشمل هذه المساحات حدائق مجتمعية، برامج تبادل ثقافي، ولقاءات اجتماعية تعزز التفاعل والدعم المتبادل.
- استخدام التكنولوجيا للخير من خلال الابتكار ودعم الحلول التكنولوجية التي تلبي احتياجات اللاجئين. يمكن أن يشمل ذلك تطوير تطبيقات، منصات عبر الإنترنت، أو أدوات رقمية تسهل التعليم، والرعاية الصحية، والاندماج الاجتماعي
يعد اليوم العالمي للاجئين بمثابة تذكير لنا بإنسانيتنا المشتركة والمسؤولية الجماعية التي نتحملها لدعم المحتاجين. بينما نتأمل في موضوع “التضامن مع اللاجئين”، دعونا نعمل لاتخاذ إجراءات ملموسة تعزز كرامة وحقوق وإمكانيات اللاجئين. فبذلك، نحن نثري مجتمعاتنا بمساهماتهم وتنوعهم. دعونا، اليوم وكل يوم، نقف معًا في تضامن مع اللاجئين، ونعزز مستقبلًا حيث يكون للجميع الفرصة للعيش بكرامة وأمل.
يقف المجلس العالمي للتسامح والسلام ملتزمًا بدعم والدفاع عن اللاجئين في جميع أنحاء العالم. فليكن هذا اليوم العالمي للاجئين دعوة لنا للعمل جميعًا للمساهمة في خلق عالم أكثر شمولًا وتعاطفًا لأولئك الذين تم تشريدهم.