المجلس العالمي للتسامح والسلام

منظّمة العمل الدولية: المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية لهم كامل الحق في العمل

أظهرت دراسة مشتركة أجرتها منظمة العمل الدولية والشبكة العالمية للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية أنه وعلى الرغم من التقدم المحرز في العلاج الذي يمكّن المصابين بالفيروس من العمل، فإنهم لا يزالون يواجهون التمييز عندما يبحثون عن عمل وعندما يحاولون الحفاظ على وظائفهم والتقدم في حياتهم المهنية.

ونشر التقرير الذي جاء بعنوان “وصمة العار والتمييز ضد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية في عالم العمل” بالتزامن مع المؤتمر الدولي للإيدز، المنعقد في أمستردام في هولندا في الفترة من 23 إلى 27 من تموز/يوليه الحالي. وقد استند التقرير إلى دراسات استقصائية أجراها 13 فريقا قـُطريا في جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 100 ألف شخص متعايش مع فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز.

وقدم التقرير موجزا بشأن أحدث البيانات حول الفيروس والتمييز في مكان العمل، مشيرا إلى أن هناك نسبة كبيرة من المصابين به عاطلون عن العمل، تتراوح بين 7% من الذين شملهم المسح في أوغندا و 61% في هندوراس. فيما سجلت 10 من أصل 13 بلدا معدلات بطالة بين المصابين بنسبة 30% أو أعلى، لافتا إلى أن العديد من المتعايشين مع الفيروس لا يزالون يفقدون وظائفهم جزئيا أو كليا.

وتراوحت نسبة الأشخاص الذين كانوا يعملون ولكنهم فقدوا وظائفهم أو مصادر دخلهم نتيجة للتمييز من جانب أرباب العمل أو الزملاء من 13% في فيجي إلى 100% من الذين شملهم الاستطلاع في تيمور الشرقية.

معدلات بطالة مرتفعة وسط الشباب والنساء والمتحولين جنسيا

أما نسبة البطالة في أوساط الشباب المتعايشين مع الفيروس، فكانت أعلى بكثير، حيث تراوحت بين 11% في كوريا الجنوبية و61% في اليونان.

وفيما يتعلق بالنساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرية، فقد ذكر التقرير أن نسبة حصولهن على الوظائف أقل من نسبة نظرائهن الرجال بسبب مسؤوليات الرعاية غير مدفوعة الأجر.

كما أوضح أن عدم وجود دخل مستقل بين النساء مرتفع، مما يعني أنهن لا يتمتعن بالاستقلال الاقتصادي بنفس درجة نظرائهن من الرجال.

وبالنسبة لمعدلات البطالة وسط المتحوّلين جنسيا، المتعايشين مع الفيروس فإنها مرتفعة في جميع البلدان.

وأورد التقرير شهادات مجهولة المصدر من مصابين بالإيدز واجهوا تمييزا في العمل، كهذه الشهادة من أوكرانيا:

“عندما وصلت معلومات عن وضعي إلى مديري في العمل، دعاني إلى الاجتماع معه في مكتبه وأخبرني بأن أدائي سيء وأن عملي قليل. ثم طلب مني تقديم استقالتي دون أي تفسير جدّي”.

إخفاء حالة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية

ونتيجة التمييز ضد المتعايشين مع الفيروس، يقول التقرير إن كثيرا من الناس يترددون في الكشف عن إصابتهم لأرباب العمل أو حتى لزملائهم، خشية فقدان وظائفهم، إضافة إلى أن الإصابة بالإيدز تعد سببا رئيسيا لعدم الحصول على الترقيات الوظيفية.

دعوة للحكومات والوكالات الدولية

ودعا التقرير الحكومات والوكالات الدولية إلى زيادة الجهود للالتزام بتوصيات منظمة العمل الدولية المتعلقة بالدعوة إلى توفير عمل لائق ومنتج للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية.

تقول شونا أولني، رئيسة قسم النوع والمساواة بين الجنسين والتنوع بمنظمة العمل الدولية “إن المتعايشين مع الفيروس لهم كامل الحق في العمل ولا يجوز لأحد حرمانهم من ذلك.” مضيفة أنه “من المحزن أن نرى الوصمة والتمييز ما زالا قائمين، على الرغم من سنوات العمل”.

وأشارت إلى أن “توصية منظمة العمل الدولية رقم 200 تقدم إرشادات مفيدة لجميع أصحاب المصلحة بشأن حماية حقوق الإنسان في العمل ووضع التدابير اللازمة للقضاء على وصمة العار والتمييز في أماكن العمل”.

قد يعجبك ايضا