يزداد الاعتراف بما للنساء والفتيات من دور في ضمان استدامة الأسر والمجتمعات الريفية وتحسين سبل المعيشة الريفية والرفاهية العامة. وتمثل النساء نسبة كبيرة من القوى العاملة الزراعية، ويمارسن الجزء الأكبر من الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي في إطار أسرهن في المناطق الريفية. كما أنهن يسهمن إسهامات كبيرة في الإنتاج الزارعي وإتاحة الأمن الغذائي وإدارة الأراضي والموارد الغذائية.
تعاني النساء والفتيات في المناطق الريفية من فقر متعدد الأبعاد. وفيما انخفض الفقر على الصعيد العالمي، لا يزال بعض سكان العالم يعيشون في ظروف فقر مرفوضة تتركز في المناطق الريفية بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من أن بعض المزارعات يمتلكن ما يمتكله الرجال من القدرة على الإنتاج والريادة التجارية، إلا أنهن اقل قدرة على الحصول على الأرض والائتمان والمدخلات الزراعية والأسواق وسلاسل الأغذية الزراعية عالية القيمة، فضلا عن تلقيهن لعروض اسعار أقل لمحاصليهن.
ولم تزل الحواجز الهيكلية والأعراف الاجتماعية التمييزية تعوق سلطة صنع القرار للمرأة ومشاركتها السياسية في الأسر والمتجتمعات الريفية. وتفتقر النساء والفتيات في المناطق الريفية إلى المساواة في الحصول على الموارد والأصول الإنتاجية، والحصول على الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية والهياكل الأساسية. في حين يمارس كثير منهن مهاما غير مدفوعة الأجر، اضف الى زيادة أعباء عملهن كثيرا بسبب هجرة الرجال إلى الخارج. وعلى الصعيد العالمي، تكشف المؤشرات المتعلقة بنوع الجنس والتنمية عن المرأة الريفية تعاني أكثر من الرجل في المناطق الريفية، فضلا عن ما يعايشنه من فقر وإقصاء وتأثر بتبعات تغير المناخ.
من هنا ضرورة استدامة الهياكل الأساسية والخدمات والحماية الاجتماعية للمساوة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات. الأمر الذي يضع قضية تمكين المرأة الريفية في مركز القلب من الجهود المبذولة لتحقيق رؤية أهداف التنمية المستدامة.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرز على مختلف الجهات، يظل التفاوت بين الجنسين منتشرا في كل بعد من أبعاد التنمية المستدامة؛ وفي كثير من المجالات لم يزل التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع حلول عام 2030 بطئيا.