المجلس العالمي للتسامح والسلام

عندما يخون… أحد الزوجين!

بقلم: د. أنطوان الشرتوني

د. أنطوان الشرتوني

“ما هي أصعب الأمور في الحياة الزوجية؟” معظم الأجوبة تنحدر تحت خانة الخيانة التي لا تكتفي بتدمير الزواج بل أيضاً تُسبِّب الكثير من الآلام النفسيّة. وربما تتسألون ما هو الأصعب: خيانة الزوج للزوجة أو خيانة الزوجة للزوج؟ لا فرق بين هاتين الخيانتين، فالخيانة خيانة إنْ كانت صادرة من الزوج أو الزوجة.

هناك العديد من التفسيرات التي تقلّص الخيانات وتعتبر بأنّ خيانة الزوج للزوجة هي أفظع بكثير من خيانة هذه الأخيرة له، لأنّ الرجل لا يحتاج إلى مشاعر وحبّ عند ممارسته الجنس مع إمرأة أخرى. أمّا المرأة بطبيعتها، تحتاج إلى شعور الحبّ والأمان. ولكن لا يمكننا تعميم ذلك، لأنّ هناك العديد من الرجال الذين هم بحاجة للعطف والحبّ قبل ممارستهم الجنس. وهنا نتسأل عن أسباب الخيانة؟

لماذا الخيانة؟

أسبابٌ كثيرةٌ تقف وراء الخيانة ومن أهمّها:

أولاً، العلاقة المتوترة بين الزوج والزوجة وعدم توفّر الجوّ الهادىء في البيت، تدفع أحدهما أو حتى كليهما للخيانة إنتقاماً أو ببساطة للتعويض عن الحبّ.

ثانياً، هناك العديد من الدراسات إعتبرت انّ الجو الذي تربى فيه الخائن حصلت فيه الخيانة الزوجية وطبعاً الوالدين هما مثال الأعلى للطفل، فإذا أحدهما خان، سيخون أطفالهم أيضاً.

ثالثاً، بعض المعتقدات الإجتماعية تعتبر بانّ الزوج له الحقّ بالمتعة، لكنّ التفكير الذكوري هذا خاطىء، لأنه يؤدّي إلى تدمير العلاقة الزوجية.

رابعاً، أنانيّة الخائن كبيرة خصوصاً بعدما يكبر بالعمر. إذ يصبح هذا الشخص بحاجة إلى الإطراء والكلام الجميل، وإذا لم يحصل هذا الشخص على الإطراء هذا، يبحث عنه في مكان آخر.

خامساً، شعور الخائن بأنه ما يزال شاباً ويمكنه أن “يصطاد” ما يريد! ولكن على هذا الصياد أن يفكر بتصرّفاته الصبيانية وغير الناضجة.

وأخيراً، عدم وجود المحبّة ما بين الزوجين، تدفعهما إلى الخيانة أيضاً. وأيضاً عدم الرضى بالنفس وعدم وجود إهتمام من الطرف الآخر يؤدي إلى الخيانة.

كيف يمكن تقليص الخيانة الزوجية؟

النصائح التي نوجِّهها للزوج والزوجة، قبل حدوث أي خيانة، تساعدهما على التفكير أكثر في تصرّفاتهما في العائلة ومع أولادهم. لذلك:

1- نطلب من الزوجة الإهتمام بالزوج كما تهتم باولادها. إذ نلاحظ بعد مرور الوقت، بأنّ الزوجة “تنسى” زوجها ويصبّ كل إهتمامها على الأولاد، وهذا التصرّف غير مقبول إطلاقاً لانّ الزوج كالأولاد فرد من هذه العائلة وهو بحاجة للإهتمام والرعاية مثلهم.

2- الملل يقتل الحياة الزوجية، لذا يجب على كلا الطرفين تأمين جو ممتع ومفرح ليس فقط للأطفال من خلال تنظيم حفلة عيد ميلادهم أو سهرة صغيرة لهم مع أصدقائهم، بل يجب تأمين لكلا الزوج والزوجة جواً بعيداً عن الهموم اليومية وشؤون البيت وتربية الاطفال.

3- لا يمكننا نسيان انّ بعض الشخصيّات أو المكونات الشخصيّة تكون “مزعجة” للطرف الآخر لذا سيبحث الزوج أو الزوجة عن طرف آخر فقط للشعور بالآمان والراحة. في هذا الصدد يمكن الطلب من الطرف “المزعج” والمتذمّر ذات الصوت العالي والأوامر التي لا تنتهي تغيير تصرّفاته وهذا الأمر ليس بالسهل ويمكن طلب مساعدة طرف مختصّ بالمشاكل العائلية لمساعدة الزوجين لتخطي المشاكل.

4- أما بالنسبة للزوج أو الزوجة المهملين في مظهرهما أو ملابسهما يمكن أن يدفع الطرف الآخر للخيانة لذا النظافة والإهتمام بالمظهر الخارجي مهم جداً في تحصين العلاقة.

5- كما التغيير في الحياة الجنسيّة له حسَناته في الحياة الزوجية، فسفرة خارج البلاد أو تغيير مشهد الحب مع الزوجة / الزوج له تأثيره السحري لكلاهما.

قد يعجبك ايضا