المجلس العالمي للتسامح والسلام

بعد 5 سنوات على انتخابه… “فرنسيس” بابا الإنسانية

إحتفل الفاتيكان بمرور 5 سنوات على اعتلاء البابا فرنسيس السدّة البطرسية، منذ مارس 2013، ورغم مرور 5 سنوات على توليه لا زال البابا فرنسيس يبهر الناس بعفويته وقربه منهم، ويثير الحماسة والفضول.

ويعتبر البابا فرنسيس البطريرك رقم 266 للكنيسة الكاثوليكية، انتخب في أعقاب مجمع انتخابي هو الأقصر في تاريخ المجامع المغلقة، ويعتبر أوّل بابا من العالم الجديد وأميركا الجنوبية والأرجنتين، كما أنه أوّل بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث “731-741”.

يعدّ البابا راهباً في الرهبنة اليسوعية التي تعتبر من أكبر جمعيات الكنيسة الكاثوليكية الرهبانية، وأكثرها تأثيراً وفاعلية، وشغل منصب رئيس أساقفة بيونس آيرس قبل انتخابه بابا، وكان يوحنا بولس الثاني قد منحه الرتبة الكاردينالية عام 2001.

اختار البابا اسم “فرنسيس” تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، أحد معلمي الكنيسة الجامعة، والمدافع عن الفقراء، والبساطة، والسلام، وتم تنصيبه بشكل رسمي في ساحة القديس بطرس يوم 19 مارس 2013، في عيد القديس يوسف في قداس احتفالي، كما عُرف عنه التواضع ودعم الحركات الإنسانية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وتشجيع الحوار والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات.

البابا فرنسيس منذ بداية حبريته، وعبر خِطَبه وعِظاته الموسمية واليومية في البازيليك أو دار القديسة مرتا، دائمًا ما يؤكد على التزامه ونهجه طريق إكتشاف الفقير وحاجاته، وفي الدفاع عن المهمَّش والسجين والمقعَد والساهر على طرقات البشر الغير المبالين، والغير المهتمين، الذين يجعلون من الدنيا ولهوها واللعب فيها سبيلًا للوصول وتحقيقًا لمآربهم، كما يعلن قداسته التزامه الثابت بالدفاع عن حقوق هؤلاء وآخرين، فهم سريعو العطب ولكنهم ثمينو القيمة لأنهم يستأهلون البحث عنهم وحمايتهم، محاولًا أن يدرك الجميع، مؤمنون وعلمانيون، إنه من أجل ذلك جاء المسيح وجال في شوارع اليهودية والناصرة وليس في قصر هيرودس وبيلاطس، وصَرْحِ حنّان وقيافا، وما إلى ذلك.

كما ناشد البابا فرنسيس الشباب أن يشهدوا لحقيقة الحياة والحب، ويكلّم الأطفال ويقبّلهم، ويعمل جاهدا لتفقد الملاجئ والمستشفيات والمصحّات، ويفتش عن المرذولين والمنبوذين والذين رماهم المجتمع بعيدًا عنه، وما أكثرهم.

ولا يهتم إلا في رفع صوته عاليا حيث يسود الظلم والقهر والتهجير والفساد، ويجد الرحمة سبيلًا، ينادي بالحرية للمأسورين وبالغفران للتائبين، فرحمته تجعله أن يترك ذبيحته ويذهب ليأتي بالنعجة الضائعة، فسبيل الرحمة التي يحملها يعيشها في حقيقة المسيح الذي إختاره.

اعتاد البابا فرنسيس أن يدعو من بسلطانهم زمام أمور الدنيا بإبعاد شبح الحروب والنزاعات ودمار الإرهاب، ويدعو للشرق كما للغرب بالسلام والأمان، ومن أجله يُدين بقوة جميع أشكال الظلم والفساد، فهو يسير في المسيح مهاجرًا على الدروب ليحمل الجميع إنجيل المحبة والسلام.

ومنذ توليه يرفض بابا الفاتيكان ثقافة الحرب من أجل بناء ثقافة الحياة، وهذا ما جعله ينادي بسلامٍ آمن لمنطقة الشرق الأوسط، خاصًة، لسوريا والعراق ومصر وليبيا ولبنان، ولمناطق العالم المشتعِلة بنار الحروب والقتال والتفجير والإرهاب، كما يعمل على مدّ الجسور، جسور الغفران والمسامحة، من أجل محو النفعية والأنانية والمصلحة الضيقة في قتل الأبرياء أبناء الله الخالق، وما أكثرهم اليوم في هذا السبيل سائرون، من الأقربين كانوا أو من البعيدين.

قد يعجبك ايضا