إنطلق مؤتمر ومعرض الخليج للتعليم، تحت رعاية وزير التعليم الدكتور أحمد العيسي، التي تنظّمه جامعة الأعمال والتكنولوجيا في مدينة جدّة في المملكة العربية السعودية اليوم، في دورته السابعة وبمشاركة أكثر من 30 دولة و 150 جامعة وشركة تعليمية، ويستمرّ يومين.
وألقى معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام كلمة في افتتاح المؤتمر وهذا نصّها:
“يشرّفني ان اقف اليوم، امام هذه النخبة الفكرية، مفعماً بالامل والثقة، في ان العلم هو السبيل الامثل لمستقبل مشرق، نقضي فيه على الجهل والتعصب ونحوّل الكراهية الى محبة والعنف الى حوار، والتمييز الى قبول الاخر واحترامه، ويقيني ان التربية كالغرس كلما اعتنينا به كلما جنينا ثماراً طيبة.
إنّ عالمنا يواجه اليوم تهديدات خطيرة، الحروب، الارهاب، التطرف، العنف، التعصب، والعنصرية، آفات تهدّد المجتمعات وتنشر الجريمة والحقد والكراهية.
لا خيار امام العالم اليوم، الاّ مواجهة هذه المخاطر والتهديدات. لكن الجيوش والشرطة واستعمال القوة، لا تكفي وحدها، للقضاء على الفكر المتحجر، والشر المتجذر، والسمّ المنتشر في عقول الارهابيين والمتطرفين والجهلة، المضلَّلين منذ نعومة اظفارهم، بتعاليم ومفاهيم خاطئة وغير انسانية.
كذلك، ان بيانات الشجب والاستنكار، ومهما عظمت بلاغةً، لا تكفي وحدها، لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تطال الابرياء والاطفال والنساء بلا رحمة، في كل دولة ومدينة في العالم.
لا بد من استراتيجيات وخطط عالمية جديدة، لا بد من رؤية جديدة وابتكار معالجات تزيل أسباب هذه الافات والشرور، وتجنّب العالم وحشية تداعياتها.
لا بد من شراكات جديدة بين الدول والحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية والوطنية وقادة الفكر والتعليم والاعلام، وأنتم في طليعتهم ومن نُخَبِهم، من أجل محو الجهل والتطرف، من اجل ازالة التعصب والتمييز والكراهية، من اجل مكافحة الارهاب بكل اشكاله وانواعه، من خلال غرس مبادئ التسامح والسلام.
لذلك، انشأنا المجلس العالمي للتسامح والسلام، كمنصة عالمية لتحقيق هذه الاهداف، وبدأنا عقد شراكات مع الامم المتحدة – صندوق الاسكان وحكومة مالطا ودول ومنظمات عالمية كبرى.
اما استراتيجيتنا فتتلخص في ثلاث، لا يمكن غرس قيم التسامح والسلام بدونها: التربية، الاعلام والتنمية المستدامة.
التربية، وانتم روادها وقادتها وخبراؤها، هي الدواء الواقي من امراض الجهل، وهي التي تنشئ الاجيال على فهم القيم الانسانية والتزام مبادئ الحوار واحترام الاخر واكتساب قدرة التسامح ونعمة السلام.
الاعلام هو السبيل الى تعميم المعرفة وترويج قيم التسامح وتشجيع بناء السلام، على نطاق واسع، وهو الذي يبني رأياً عاماً رافضاً للتطرف والارهاب، نابذاً للعنف والتمييز والجهل، رأياً عاماً متسامحاً ومحباً للسلام.
امّا التنمية المستدامة، فهي شرط وواجب، إذ لا يمكن ان نطلب من المجتمعات، الفقيرة والمهمشة أن تغفر وتسامح وهي تحتاج الى لقمة العيش، وابسط مقومات الحياة الكريمة، لا بل ان الفقر والحرمان وفقدان العدالة الاجتماعية، تزيد من انتشار الجهل والبؤس وبالتالي تشكل دوافع قوية للحقد والتطرف والعنف.
لم يعد مقبولاً وجود مجتمعات مهمشة، ولا تعاليم تفرّق بين البشر او تحرّض مجموعات على غيرها، لم يعد مسموحاً عدم ضمان التعليم والطبابة والعدالة والحرية لكل الناس والمجتمعات.
ايها الاخوة،
لا تسامح ولا سلام، بلا تنمية، ولا تنمية، بلا تسامح ولا سلام والسكوت عن الجريمة في حق الاجيال، جريمة. آن الاوان لنغرس التسامح سبيلاً الى بناء مستقبل ينعم فيه شبابنا بالحرية والامان.
آن الاوان لندعم مبادرات المرأة والشباب، وهذا ما نسعى اليه في المجلس العالمي للتسامح والسلام، من خلال نشر ديبلوماسية الحوار، ودعم المبادرات الشبابية، واطلاق جوائز دولية كبرى، لتشجيع المساهمة في بناء مستقبل نمحو فيه الجهل والتطرف، ونحوّل الكراهية الى محبة، ونقضي على الارهاب.
لذلك أيضاً، نحضّر لاطلاق البرلمان الدولي للتسامح والسلام قريباً، ليكون مدماكاً اساسياً في ابتكار التشريعات الخاصة بتحديث القوانين والمناهج التعليمية بما يخدم قضية التسامح والسلام.
ختاماً، اسمحوا لي أن أشكركم، وان انوه بشدة بعقد هذا المؤتمر الرفيع المستوى والجهود الدؤوبة التي تبذلونها، يداً بيد، يمكننا ان نساهم في غرس ثقافة التسامح لنحصد السلام، يداً بيد، يمكننا أن نصنع جيلاً شهادته العلم ، وسلاحه القيم والاخلاق.
بوركتم وبورك صانعو السلام، والسلام”.