منصّةٌ دوليةٌ لتعزيز ثقافة التسامح في مالطا
إنطلقت اليوم منصّة دولية بعنوان “المجلس العالمي للتسامح والسلام” في مالطا ضدّ التهديدات المتعلّقة بالتطرّف والتعصّب العنصري والعنف الفكري، بحيث ستكون المهمّة الرئيسية لهذا المجلس الدولي، الذي مقرّه الأساسي في مالطا، نشر ثقافة التسامح من أجل تحقيق السلام العالمي.
وأكد رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أحمد بن محمد الجروان لـ”تايمز مالطا”، أنه “نتأثّر جميعاً بالكثير من التهديدات، ولا نشعر بالأمان حتّى في المشي في الشارع ببعض الأحيان، كوننا لا نعرف ما سيحدث في الـ10 أو 15 دقيقة القادمة”، مضيفاً “وفي أحيان أخرى نُصادف أشخاصاً، ونتساءل ما إذا كان سيكون من الآمِن المضي بقربهم، من هنا فهذه الأفكار لا تُستند إلى الخوف فحسب، بل إلى الواقع والحقائق”.
يأتي إطلاق المجلس بعد يومين من قيام سائق شاحنة بشنّ هجوم قاتل في مانهاتن في نيويورك، ممّا أسفر عن مقتل 8 أشخاص، من بينهم طفلان، وإصابة 11 آخرين بجراح خطيرة، وقد تأثرنا جميعا بهذه الحادثة.
وتساءل رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام عن “ما يدفع الناس إلى ارتكاب مثل هذه الهجمات، فكان بعض الإرهابيين يُعتبرون في الأصل أشخاصاً طيّبين، ولكن شيئاً ما أعاد تشكيل قيمهم على مرّ السنين”.
وأوضح الجروان أنه بالإضافة إلى هيئة الرئاسة والجمعية العامة، سيكون للمجلس برلمان يتكوّن من نواب من مختلف أنحاء العالم، كوننا “بحاجة إلى خبرتهم ونفوذهم لمساعدتنا على نشر ثقافة الشراكة بصرف النظر عن العقيدة، وعلى الرغم من الخلافات، العامل المشترك الواحد بيننا أننا: جميعاً بشر”.
وردّاً على سؤال حول سبب اختيار المجلس لمالطا مقرّه، اشار الى انّ “الموقع الجغرافي والتاريخي للجزيرة هما عاملان أساسيان فى تحديد القاعدة هنا”، فالجزر التي تقع جغرافياً بين الدول الأوروبية والعربية، كانت تاريخياً محاصرة في أحداث وصراعات بين الشمال والجنوب، مع الإشارة الى أنّ الصلة إلى الشرق الأوسط قويّة أيضاً، حيث يعتقد أن المالطيين نشأوا من الفينيقيين”.