بعض الأطفال يعانون من قلة النشاط، ويكتفون بالأكل والشرب ومشاهدة التلفاز طول النهار بدون أي مجهود آخر. وخلال عطلة نهاية الاسبوع، لا يستيقظون من النوم قبل ساعات الظهر وعندما يقترح الأهل أي نشاط، نسمع دائماً هذه الجملة: “لا أرغب بشيء، اريد فقط أن أبقى مستلقياً وأشاهد التلفاز!”. فما هو الخمول عند الأطفال؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يمكن للأهل من التعامل مع طفلهم الخمول؟
يختلف الأطفال ما بين بعضهم بعضاً، فنجد بعضهم شديد النشاط والآخر يتصف بالخمول. والشعور بالخمول من حين إلى آخر، أمر طبيعي، ولكن عندما يصبح الطفل خمولاً طول الوقت، يجب إيجاد الأسباب التي تحول بهذا الشعور. من علامات الخمول النفسي هي قلة الحركة، البطء في التفكيرالذهني، عدم القدرة على التركيز، كثرة النوم، عدم المبالاة… وصولاً إلى الانعزال الاجتماعي.
الخمول وأنواعه:
يفسّر علم النفس الكليلنيكي الخمول لدى الطفل كنتيجة انعكاس طبيعي لحالة البيئة التي نشأ بها، فلا يولد طفل خمول، ولكنه يصبح كسولاً بسبب التجارب أو بسبب البيئة التي يعيش فيها.
هناك أنواع كثيرة من الخمول ويمكن من تحديدها:
– الخمول النفسي الذي يتميّز بعدم المبالاة. وهذا الخمول ينتج من ممارسة الأنشطة الروتينية، المتكررة.
– الخمول الطبي في بعض أعضاء جسم الإنسان حيث نجد قصور في عضو معين في الجسم مما يؤدي إلى خمول عام، كما مشاكل في اعصاب الرأس ومشاكل في غدد الجسم تؤثر على ظهور الخمول.
– الخمول الناتج من عوامل مناخية والتي يكون سببها الطقس الحار مثلاً.
أسباب الخمول:
هناك أسباب لا تحصى تؤثر على ظهور الخمول ويمكن من حصرها بالنقاط التالية:
أولاً، الأهل الذين لا يشجعون أطفالهم ببذل أي مجهود وحركة، يتركون أطفالهم جالسين طول النهار لا يفعلون شيئا سوى مشاهدة التلفزيون واللعب بالاكترونيات ضارين عليهم من الناحية الصحية ومن ناحية فكرية.
ثانياً، دراسات كثيرة اكدت بأن الأطفال بعمر معين (ما بين 8-12 سنة) لا يحبون من ممارسة الرياضة، لذا يتمييز هذا العمر بالخمول وعدم المبالاة. دور المربيين في المدارس، هو تكثيف ساعات الرياضة وتنويع أنواع النشاطات.
ثالثاً، صورة الوالدين مهمة جداً للطفل الذي عادةً يقلد غيره من الأشخاص. فإذا كان أحد الوالدين خمول وقليل الحركة، سيكون الطفل أيضاً. فيجب على الوالدين أن يكونا قدوة ومثالا حسنا أمام طفلهما.
رابعاً، دور الأخ أو الأخت الذين يقضيا اغلب اوقاتهما بمشاهدة البرامج التليفيزيونية واللعب بالالعاب الاليكترونية والمحادثات الهاتفية وغيرها، سيقلد الطفل أخاه او أخته سلوكيات وتصرفات التي يفعلها ومع مرور الوقت تصبح صفة لصيقة به.
ما هو علاج الخمول عند الأطفال؟
عندما يلاحظ الأهل بأن طفلهم خمول وقبل كل شيء لا بد من استبعاد الأسباب المرضية لكي يتأكد الوالدان بأن طفلهما لا يعاني من مشكلة فزيولوجية تؤثر على نشاطه اليومي. فيجب فحص الطفل دوريا وإستشارة الطبيب المختص للتأكد من انه خال من أي مرض عضوي او نفسي يؤثر علي نشاطه وبعد التأكد من سلامة بدنه، ممكن إتباع بعض من هذه الإرشادات:
1- بتنظيم وقت الطفل ومساعدته فى تقسيم واجباته ومساعدة الطفل بتحديد اولوياته حسب الاهمية. ويعني ذلك تفسير له، ما هي واجباته التي يجب القيام بها. ثم يجب مساعدته على إنجاز مهامه بأوقاتها.
2- ممارسة الرياضة ، فالنشاط الرياضي يومياً وبشكل منتظم، يرفع من لياقة الجسم ويساعد من إبعاد حدوث الخمول.
3- عدم وصف الطفل ونعته بكلمات أو جمل بسبب تصرفاته البليدة، بل يجب مشاركته بجميع النشاطات اليومية حتى البسيطة منها (ترتيب تخته حتى لو لم يمكن هذا الترتيب مثالياً).
4- إظهار الفوائد بعد تطبيق الأولويات ومكافئته على تطبيقها كما يجب على الأهل أن يشجعوا روح المسؤلية من خلال طلب مساعدته بإنتظام وحسب قدراته الجسدية والعقلية.
5- التحدث مع الطفل حول النشاطات التي تهمه والتي يمكن أن يشارك بها. وفي هذا الصدد، يمكن للأب من تشجيع إبنه لإختيار نشاط يقما به معاً.
6- تناول وجبة الطعام معا والتحدث عن برنامج اليوم وتحديد لكل فرد ادائه ومهامه وواجباته اليومية، تساعد الطفل على الإبتعاد عن الخمول وتعزز روح المسؤولية عند الطفل الخمول.
7- مناقشة الطفل فى الوقت الذى استغرقه لإنجاز عمله الذي طلب منه كما تفسير له اهمية الوقت، لأن بعض الاطفال لا يفهوم جيداً مبدأ الوقت.
8- تحديد أوقات الجلوس أمام التلفاز أو الانترنت والالعاب الإلكترونية، لأنها قد تسبب بخمول جسدى وتكاسل ذهنى.
9- كما من النقاط المهمة هي وضع بعض القواعد والحدود، كما أن يسمحا له باتخاذ بعض القرارات بنفسه ويشجعاه على ذلك.