السياسي “صالح كبزارو” أحد رموز تشاد البارزين : التسامح والسلام من أهم الركائز التي تأسس حياة مستقبلية لأجيالنا.
وأكد السياسي التشادي ضمن سلسلة اللقاءات التي يقوم بها المجلس العالمي للتسامح والسلام مع صناع القرار والمؤثرين في العالم على أهمية الدور الذي يلعبه المجلس من نشر ثقافة السلام والعمل على بناء جسور تواصل بين المجتمعات والدول.
نص الحوار:
في البداية لو تسلطون الضوء لنا عن نفسكم باختصار وعن مسيرتكم العملية؟
أنا رجل أعمل في السياسية منذ ثلاثين عاما ورئيس الاتحاد الوطني للديمقراطية والتجديد ونائب في الجمعية الوطنية في تشاد، وكنت مديرا في وكالة الانباء التشادية وعملت صحفيا في جون افريك، وكنت مديرا في وكالة الانباء التشادية، وعضو في الحركة ألديمقراطية لاستعادة تشاد، وقد اسست فيما بعد اول صحيفة مستقلة في تشاد “نجامينا ايدو” وكنت قنصلا في “دوالا، الكاميرون” ،واصبحت وزيرا للتجارة عام 1993، ونلت المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية لعام 1996، وعينت وزير للخارجية في العام نفسه ، كما عينت وزير دولة للأشغال العامة والنقل والاسكان والتنمية الحضارية عام 1997 ، وفي عام 1998 عينت وزيرا للدولة لشؤون المناجم والنفط، 1999 كما شغلت منصب وزيرا للدولة لشؤون الزراعة، 2002 اصبحت رئيسا للمجموعة البرلمانية ألديمقراطية ،ومن عام 2010 الى 2017 عضوا برلمانيا في الاتحاد الافريقي.
في نظر سعادتكم ما هي أهمية المجلس العالمي للتسامح والسلام والدور الذي يقوم به على المستوى الدولي ؟
لقد شاركت من السنة الأولى في المجلس العالمي للتسامح والسلام لما له أهمية كبيرة ومرموقة في المجتمع ككل، فقد أنشأ المجلس من فبل الرئيس “أحمد الجروان” في دولة ليست جزء من دول العالم الكبرى إنما من دول العالم الثالث في الشرق الأوسط، وهنا تكمن أهمية وجوده، حيث أن العالم بحاجة إلى الكثير من التسامح والكثير من السلام، ونحن بحاجة الى سماع أصوات المجتمعات لتسود أجواء من الأمن والتسامح والسلام، فإن المجلس قام بالعديد من المهام التي من شأنها أن تعزز مفهوم التسامح والسلام.
كونك عضوا في البرلمان الدولي للتسامح والسلام، ما هي أهم التحديات التي يواجهها ؟
التحديات تنطوي على حالة يسودها عدم الاستقرار وأعمال منافية للسلام والتسامح وهذا يحتم على المجلس تحمل هذه الأعباء والمضي قدما للوصول ال عالم يسوده السلام والتسامح ونبذ العنف والجريمة.
هل هناك قضية إنسانية أو مبادرة يمكن للمجلس تبنيها في دولتكم لتعزيز التسامح؟ وما هي الآلية الانسب لذلك في وجهة نظركم؟
بلدي شهد الكثير من المشاكل الأمنية وعدم الاستقرار، ومنذ حوالي الشهر تم قتل رئيسنا، وهناك العديد من المخاوف تسيطر على بلدنا وأبناء بلدنا، والمجلس العالمي للتسامح والسلام ليس فقط من اجل السلام بل يتوجب عليه العمل على القيام بدراسة العديد من المشاكل التنموية والصحية التي يفتقر اليها بلدي.
ما هي أهم التجارب والممارسات التي تقوم بها بلادك لدعم قيم التسامح والسلام حتى يتم تسليط الضوء عليها والاستفادة منها ؟
بلدنا هو جزء من منظمة اتحاد القارة الافريقية، ونحن كدولة تشاد نساهم دائما بطريقة معتدلة وفعالة في مناقشة وبناء عملية السلام في الدول التي تشهد عدم استقرار.
وقع المجلس عددا كبيرا من اتفاقيات التعاون مع الدول والبرلمانات ومنظمات دولية وجامعات ذات صلة بالتسامح ، ما أهمية مثل هذه الاتفاقيات في نظركم؟
اعتقد بان الاتفاقيات يجب ان تكون ملموسة ومرئية ولا اعتقد بان كافة التوقيعات قد تأتي بنتائج إيجابية في ما يتعلق بالسلام والتسامح ، ويجب علينا ان نجعل تلك الاتفاقيات والتوقيعات مرئية وواضحة وتهدف الى إيصال نموذج واضح للعالم هدفه السلام والتسامح.
حدثنا عن خبرتك في العمل مع المجلس منذ بداية عضويتكم ؟
لقد شاركت في جميع الاجتماعات بداية من مالطا الى الاجتماع الأخير الذي عقد من اجل جائحة كورونا ، وكانت هذه التجربة واحدة من عدة تجارب ملموسة وفعالة وإيجابية من حيث تنوعها من عدة اوطان وعدة جنسيات وعدة قارات، واعتقد باننا لم نحقق بعدها أي تقدم لأننا لم نجتمع في مؤتمرات مباشرة الا من خلال تقنية الفيديو لتبادل الأفكار والآراء حول المشاكل السائدة في العالم بسبب جائحة كورونا.
يحرص المجلس العالمي للتسامح والسلام علي وجود تنوع بين جميع أعضاء المجلس حيث يضم أعضاء من أكثر من ٨٠ دولة . كيف يخدم هذا التنوع نشر قيم التسامح والسلام في العالم ؟
هذا التنوع هو احد الأصول المرموقة، لان حقيقة المشاركة بين مختلف هذه الدول الثمانين في مدة لا تتعدى الثلاث سنوات بكل تأكيد أمر مثير للإعجاب.
إذ أنه من أجل تحقيق النجاح يجب أن يكون لدينا اجتماعات من قارات مختلفة ومن مجتمعات متعددة. وهذا الشيء إيجابي جدا لأننا نشارك ثروتنا من ثقافة وتنمية وتعليم وصحة. ومن اجل ذلك نحن نشارك اغنى واكبر البلدان. واعتقد ان هذه المنظمة العظيمة التي لدينا هي الثروة التي يجب المحافظة عليها.
يعد البرلمان والجمعية العمومية من المكونات الأساسية للمجلس العالمي للتسامح والسلام كيف تري دورهما لتطبيق أفكار المجلس العامة على أرض الواقع ؟
لقد تحدثت عن البرلمان أما في ما يخص الجمعية العمومية فهي تمتلك فعالية كبيرة ومهمة فلا بد لنا أن نقوم بالمساهمة بها من خلال مجموعة من الاجتماعات، ولكن لا يزال يتوجب علينا العمل على تنظيم العديد من المؤتمرات والتطورات الأخرى لتحقيق الاستمرارية والنجاح.
واجه العالم تحديات كبرى بسبب أزمة كورونا على مدار العام الماضي وقام المجلس العالمي للتسامح والسلام بإرسال مساعدات طبية لبعض الدول . كيف ترى تلك الخطوة ؟
هذا ما نسميه المشاركة في التضامن ، واعتقد بأن المجلس العالمي للتسامح والسلام قام بدوره بعمل جيد في يتعلق بجائحة كورونا من خلال تقديم المساعدات للآخرين ، مثل توزيع الماسكات والارشادات والمواد المساعدة على البلدان الفقيرة المحتاجة. وتسمح هذه الإجراءات التي اتخذها المجلس في الواقع بإبراز منظمتنا أمام المجتمع ككل. وانني أرى أنه من الأمر الإيجابي مساعدة البلدان المحتاجة، فهذه الإجراءات كانت شاملة ومرئية.
في الختام ، ما هي الرسالة التي تحرصون عليها في عملكم مع المجلس العالمي للتسامح والسلام ؟
الرسالة التي أود توضيحها ، هي أننا بحاجة ماسة الى معرفة بأن السلام يستغرق وقتا طويلا لتحقيقه. لذلك يجب أن يكون لدينا فلسفة مع مرور الوقت، فلسفة عدم السرعة في ما نطمح اليه وبناء تصور يستمر لفترة طويلة ،فنحن نعمل من أجل الحاضر والمستقبل ، ويجب أن نتحلى بالصبر حتى نستطيع أن نحقق أهدافنا التي وضعناها للمستقبل ،فنحن لدينا برامج متوسطة وطويلة الأجل للمستقبل وللأجيال القادمة. وهذه هي الطريقة المثالية التي يمكننا من خلالها أن نكون مفيدين. فليس من الضروري أن يكون لديك أهداف لبضع سنوات قادمة إنما الأهم من ذلك هو أن يكون لديك تصور طويل الأجل يخدم الأجيال القادمة.