قالت منظمة الصحة العالمية وإدارة الأمم المتحدة لحفظ السلام إن التدابير الجديدة والشراكة القوية للتغلب على التحديات التي تواجه جهود التصدي لتفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية بدأت تظهر تأثيرا إيجابيا، على الرغم من أن التفشي لا يزال خطيرا ولا يمكن التنبؤ به.
وخلال ترأسهما بعثة مشتركة لتقييم تفشي المرض في البلاد، سافر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس وجان بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام أمس الأربعاء مع وزير الصحة الكونغولي، الدكتور أوليه إيلونغا كالينغا، إلى مدينة بيني في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مركز اندلاع الفاشية، حيث التقوا بالعاملين الصحيين وممثلي المجتمع المدني وقوات حفظ السلام والسلطات المحلية.
اتخذت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية مؤخرا نهجا نشطا تجاه الجماعات المسلحة التي تنشط في شمال كيفو، مما ساهم في فترة من الهدوء في مدينة بيني وما حولها رغم استمرار بعض الهجمات في القرى المجاورة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، بلغت عدد الإصابات، منذ بدء تفشي المرض في أغسطس الماضي، 308 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 191 حالة نصفها تقريبا في بيني، وهي مدينة يسكنها نحو 800 ألف شخص.
وتعد الفاشية الحالية هي العاشرة التي تشهدها البلاد وهي في طريقها لتجاوز أكبر تفش سابق كان في يامبوكو في عام 1976 والتي بلغ فيها عدد الإصابات 318 حالة و280 حالة وفاة.
وقدمت بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الدعم لجهود الاستجابة للفيروس منذ بداية الفاشية من خلال توفير الدعم اللوجستي ومعدات المكاتب والنقل والاتصالات والأمن.
كما واجهت فرق الاستجابة للفاشية صعوبات على الأرض في بعض الأحيان، حيث أدت المعلومات المضللة وانعدام الثقة الناجم إلى عقود من الصراع في إحجام بعض السكان المحليين عن السماح لفرق الاستجابة بإعطاء اللقاحات، وإجراء عمليات البحث عن المفقودين وإجراء عمليات دفن آمنة وكريمة.
ويوجد لدى منظمة الصحة العالمية نحو 280 موظفا في شمال كيفو يقومون بدعم مئات آخرين من وزارة الصحة. وقد تم بناء ستة مراكز علاج، حيث يتلقى حاليا 91 مريضا العلاج. يتم تشغيل المراكز من قبل وزارة الصحة والشركاء بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود والفرق الطبية الدولية. ويتم دعم كل مركز علاج بمختبر متنقل لتشخيص الحالات وتوجيه العلاج بسرعة.
وحتى الآن، تم تطعيم 27 ألف شخص ضد الإيبولا، ويتلقى كل مريض جديد تقريبا واحدة من أربع معاملات تحليلية، وهو أمر لم يكن ممكنا من قبل في فترة تفشي الإيبولا.