دعا المشاركون في الجلسة الحوارية الثالثة للقمة العالمية للتسامح، التي انطلقت أمس في دبي، إلى إنشاء تحالف للتسامح يتيح تبادل الخبرات والتجارب والوصول إلى أهداف مشتركة تعزز التناغم بين البشر.
وأكد المشاركون، خلال الجلسة التي أدارها القس فيكتور كازانجيان جونيور المدير التنفيذي لمبادرة الأديان المتحدة في الولايات المتحدة، أهمية تضافر الجهود وتوحيد الأهداف والتوصل إلى سبل مشتركة تعزز التكاتف الإنساني.
وتناولت الجلسة الجهود المشتركة للمنظمات الدولية والمؤسسات الإقليمية والمحلية لتعزيز التضامن الإنساني ولمعالجة قضايا التسامح والتعصب والتمييز.
وقال مارتن تشونجونج الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي في سويسرا إن الاتحاد قام منذ 130 عاماً على أسس التسامح والحوار ملتزماً بها كمبادئ جوهرية وأساسية انتهجتها مؤسساته منذ سنوات وبرلمانات اليوم ما هي إلا تجسيد وتمثيل لجميع أطياف المجتمع بكل تنوعاته. لذا، يجب أن تكون نموذجاً يحتذى به.
وطالب تشونجونج بالنظر إلى الانتهاكات والاختراقات لحقوق الإنسان والعمل سوية لمحاربتها والقضاء عليها قد يتأتى ذلك من خلال إنشاء تحالف للتسامح يتيح تبادل الخبرات والتجارب والوصول إلى أهداف مشتركة تعزز التناغم بين البشر.
من جانبه، قال جيمس باتون الرئيس والمدير التنفيذي للمركز الدولي للدين والدبلوماسية في الولايات المتحدة الأميركية إن تحقيق الرفاه الإنساني هو رغبة فطرية لدى جميع الأفراد وتحقيق تلك الرغبة هو مسؤولية جماعية ليست مهمة رجال الدين فقط، داعياً الجميع إلى تعزيز التسامح والاحترام والتعاون فيما بينهم على جميع الأصعدة الحياتية.
وشدد باتون على ضرورة بذل جهود أكبر لفهم بعضنا البعض والتنافس في عمل الخير والعمل معاً لتحقيق مشيئة الله في ترسيخ الحب والتسامح عملياً على أرض الواقع والتوصل لحلول للمشاكل والأزمات الحالية دون حدوث أزمات كارثية.
من جانبه، أكد الدكتور عزيز حسنوفيتش المفتي العام ورئيس المشيخة الإسلامية بجمهورية كرواتيا أن “التسامح شرط من شروط الإسلام على أن ديننا الحنيف فيه أرقى المبادئ والقيم الإنسانية وهي السلام والتسامح والتعايش التي هي مبادئ أساسية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي لا يمكن أن يكون لها بديل والسلام هو اسم من أسماء الله وتحية المسلمين لبعضهم هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهي بمثابة دعوة من المسلم لأخيه المسلم بالسلام. وهنا من إمارة دبي، أوجه رسالة جميلة عن قيمة التسامح والتعايش والسلام ودعوتي أحبتي تعارفوا تحابوا أيها الأخوة والأخوات”.
وذكر حسنوفيتش أمثلة عديدة من كرواتيا تدل على التطبيق العملي وانتهاج التسامح كنهج حياة حيث نجحوا في تحقيق حياة مشتركة لجميع الطلبة بكرواتيا من خلال تضمين برنامج التربية الإسلامية دروساً في الكاثوليكية وزيارات ورحلات للكنائس ولقاءات مع القسيسين. والعكس كذلك. حيث يدرس طلاب الكاثوليكية عن الإسلام، مشيراً إلى أنه شخصياً قام بإلقاء محاضرات عديدة عن الدين في كليات علوم وتخصصات عامة ومختلفة.
وأكد مقصود كروز المدير التنفيذي للمركز الدولي للتمييز في مكافحة التطرف العنيف “هداية” أن “التطرف الذي يجتاح العالم بدأ بفكرة ومن ثم لاقت هذه الفكرة استجابة لدى البعض وتطورت. وأنا هنا أجد أن الحل يكمن في زيادة الوعي والتثقيف حول التسامح وإعطائه مساحة أوسع وأشمل حيث تعلمت من خلال رحلتي الحياتية أن مسألة وشكل الهوية قد تأخذ أكثر من طابع. فالهوية ليست فقط مرتبطة بالمولد والنشأة في كثير من الأحيان تكون فرصة الاختيار أمامنا لنحدد لأنفسنا الهوية التي نرغب بها ونجد من خلالها أنفسنا”.
من ناحيته، تطرق العميد محمد علي الشحي مدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الداخلية إلى جهود وزارة الداخلية في تنفيذ آليات الأمم المتحدة بشأن قيم التسامح وحقوق الإنسان. وتناول، في مشاركته، آليات الأمم المتحدة في تعزيز التسامح من خلال استعراض الإعلانات والصكوك الدولية في هذا المجال وأهداف التنمية المستدامة 2030 المرتبطة بالتسامح وحقوق الإنسان، مستعرضاً جهود دولة الإمارات العربية المتحدة واستراتيجية وزارة الداخلية في تعزيز قيم التسامح بين المواطنين والمقيمين على أرض الدولة.
وأوصى العميد الشحي باتفاقية دولية للتسامح وتشجيع الدول على الانضمام إليها وتعيين مقرر خاص للتسامح.