المجلس العالمي للتسامح والسلام

طفلي… لا يُطيعني!

د. أنطوان الشرتوني

د. أنطوان الشرتوني

بعض الأحيان، يتصرّف طفلنا بشكل فظ، فنحاول كأهل، أن نسيطر على غضبنا وأن نبني جسر تواصل معه ولكن تكون ردّة فعله معاكسة، وتتمحور حول الصراخ والعناد والجدال فنفقد أعصابنا ونُصاب بالتوتر.

من المعروف بأنّه عندما يفقد الأهل السيطرة على أعصابهم أمام طفلهم، هذا الأخير يستغلّ الفرصة ويسيء التصرّف. فكيف يمكننا، كأهل، التصرّف بطريقة سليمة حيال أطفالنا الذين لا يطيعون أحداً ولا يسمعون نصائحنا؟

لما بعض الأطفال لا يطيعون أهلهم؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل غير مطيع:

أولاً، التربية غير الناضجة من قبل الأهل، تجعل الطفل، شخصاً غير مطيع لطلبات أهله.
ثانياً، عندما لا يفسّر الأهل تصرّف طفلهم غير المقبول إجتماعياً، فسيكرّر الطفل تصرّفه بما أنه لم يعاقب عليه.
ثالثاً، بعض الأهالي يأمرون أطفالهم ويستعملون كلمات “عدوانية” تجاههم، لذا يطلب من منهم أن يكونوا إيجابيين لأنّ إستعمال الكلمات الجارحة وغير “التربوية” تجعل من الطفل شخصاً غير مطيع. وعندما يتجاهل الاهل تصرفاً غير مقبولاً من الطفل، يحاول الطفل مراراً وتكراراً أن يتصرّف بنفس الطريقة ويعتقد هذا الأخير أنّ تصرفه مقبولاً.

ولكن عندما يُسيء الطفل التصرّفات ما هي الخطوات التي يجب إتباعها؟

هناك بعض الخطوات التي يجب أن يقوم بها الأهل تجاه طفلهم وهي التالية:

– ضبط النفس، أهم قاعدة يجب أن يتعلمها الطفل من أهله. السلاح الوحيد الذي يستعمله الطفل للحصول على مراده أو لعدم سماع كلام والديه هو الصراخ والبكاء. لذا يجب أن يتعلم الطفل بأن هذه الطريقة لا تفيده أبداً للحصول على مبتغاه. لذا يجب على الوالدين أن يفسرا له بهدوء بأنّ تصرفاته غير المقبولة ولن تحقق له مطلبه وتدريبه بإستبدال الصراخ والبكاء بالكلام الهادىء والتعبير عن المشاعر.

– عندما يوجد ولد صعب المراس في المنزل، ولا يطيع البتة أهله، يجب على الوالدين أن يشركاه في حياتهما اليومية ويعني ذلك، الطلب منه أن يرتب ألعابه أو المساعدة في تحضير قالب حلوى أو تنظيف البيت ولتكن هذه المهام مناسبة لقدراته الجسدية والعقلية أيضاً.

– على الوالدين وضع قوانين وقواعد لإتباعها في المنزل وخارج المنزل. ويجب تفسير التصرّفات المقبولة إجتماعياً والتصرّفات غير اللائقة للطفل. بهذه الطريقة، سيعتاد على السلوك الحسن.

– الإبتعاد عن التوبيخ والضرب والعدوانية والمقارنة بأقرانه… كل هذه التصرفات لا تنمي الطفل نفسياً بل تجعله عدواني وأكثر حدّةً. مثلاً المقارنة مع إخوته أو أصدقائه تنتج عند الطفل شعور بالدونية بالنسبة لهم… فالعبارات الإيجابية ومدحه والثناء على تصرفاته الجيدة، تجعل منه ولداً مطيعاً.

– المكافأة من أهم ما يقوم به الأهل تجاه تصرف جيد للطفل. ولكن يجب أن تكون هذه المكافأة مناسبة لفعل الطفل: إذا سمع كلام أمه وساعدها بأمر ما، يمكن للأم أن ترافقه إلى الحديقة للعب لمدة نصف ساعة، أو تضع له شريط ال DVD الذي يحبه… فمعظم الأهل ينسوا أن يكافئوا أطفالهم ولكن لا يتغاضوا أبداً عن القصاص. فهذا التصرّف ليس إيجابياً البتة تجاه الأولاد. كما لا يجب أن تكون المكافأة أو القصاص أساسهما الأكل. يمكن للوالدين أن يستعملا مثلاً الوجه الضاحك Smiley Face أو النجمة اللاصقة، لتشجيع أطفالهم لأداء إيجابي. وفي كل مرة يتصرف الطفل بشكل إيجابي ومقبول، توضع له نجمة، وبعد الحصول على خمس أو عشر نجمات يمكن أن يختار الطفل لعبة أو أن يذهب رحلة مع والديه…

قد يعجبك ايضا