نوبل للسلام تُمنح لمكافحي الاغتصاب نادية مراد ودنيس مكويغي
حصلت نادية مراد، الناشطة العراقية الإيزيدية التي أطلقت حملات ضد الاغتصاب والاسترقاق الجنسي أثناء الحرب على تنظيم داعش، على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع دنيس مكويغي، طبيب النساء والتوليد الكونغولي.
وتعرضت نادية مراد للتعذيب والاغتصاب على أيدي مسلحين من التنظيم المتشدد، لكنها أصبحت بعد ذلك واجهة للحملات التي تنادي بالحرية للإيزيديين.
ونجح الطبيب دنيس مكويغي مع فريق من زملائه في علاج عشرات الآلاف من ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي.
وبلغ عدد الأفراد والمنظمات التي رُشحت للفوز بجائزة نوبل هذا العام حوالي 331 شخصا ومنظمة.
وأُعلن منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام في العاصمة السويدية أوسلو لأصحاب “الجهود التي استهدفت القضاء على استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب”، وفقا لرئيسة لجنة نوبل للسلام بيريت ريس-أندرسن.
وأضافت أن نادية مراد ودنيس مكويغي “أسهما بشكل كبير في لفت أنظار العالم إلى جرائم الحرب من هذا النوع ومكافحتها”.
من هم الفائزون؟
مرت نادية بتجربة قاسية بعد أن خضعت لمعاملة الرقيق من قبل مسلحين من تنظيم الدولة لعدة أشهر. وكونها سبية لديهم، تم بيع نادية وشراؤها عدة مرات، كما تعرضت لانتهاكات جنسية وجسدية أثناء احتجازها.
وبعد نجاحها في الفرار من أيدي المسلحين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، بدأت في العمل كناشطة للدفاع عن حقوق الإيزديين مستهدفة القضاء على الإتجار بالبشر ومطالبة العالم باتخاذ موقف صارم ضد استخدام الاغتصاب كسلاح حرب.
ونشرت نفسية كوهنافارد، مراسلة الخدمة الفارسية في بي بي سي، التي التقت بنادية بعد فرارها من تنظيم الدولة، صورة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تظهرها أثناء إجراء الحوار مع صاحبة جائزة نوبل للسلام.
وقالت في التعليق على الصورة: “التقيت بنادية بعد يوم واحد من هربها من الموصل، وأخبرتها أنه يمكننا أن نسجل معها دون ذكر سمها، لكنها رفضت قائلة: لا، ولندع العالم يعرف ما يحدث لنا. وها هي الآن من الفائزين بجائزة نوبل”.
ووصفت الناشطة العراقية لبي بي سي أثناء لقاء أجري معها في 2016 كيف كانت النساء يحتجزن ويعاملن من قبل مسلحي التنظيم.
وفازت نادية بجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان من المجلس الأوروبي في 2016، كما طالبت بالتحقيق في جرائم حرب تنظيم الدولة أمام المحكمة الجنائية الدولية في خطابها في ستراسبورغ في فرنسا أثناء تسلم الجائزة.
وفي سبتمبر / أيلول عام 2016 عينتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة في مجال مكافحة المخدرات والجريمة، وقالت المنظمة الأممية إن تعيينها هو “الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع” التي شهدها العراق.
وقضى مكويغي عقودا في مساعدة ضحايا الاغتصاب في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحروب.
وتقول محررة الشؤون الإفريقية في بي بي سي العالمية إن المستشفى التي أنشأها مكويغي قبل 20 عاما عالجت أكثر من 70 ألف امرأة من ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي.
ومنح مكويغي عدة جوائز عالمية، من بينها جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2008، كما اختير كرجل العام في أفريقيا 2009.
ويعيش الطبيب الكونغولي في الوقت الحالي تحت حماية قوات الحفظ السلام في المستشفى التي يعمل بها. كما طالب الفائز بنوبل للسلام بعقوبات أكثر صرامة للاغتصاب كسلاح يستخدم في الحروب.