على الرغم من انخفاض أعداد الأشخاص الذين يموتون بمرض السل مقارنة بالعام الماضي ونجاح الجهود العالمية في تفادي حوالي 54 مليون حالة وفاة بسبب المرض منذ عام 2000، لا يزال السل أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم.
هذا بحسب التقرير العالمي بشأن السل لعام 2018، الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية في نيويورك اليوم الثلاثاء. ويقدم التقرير تقييما شاملا وحديثا حول السل والتقدم المحرز في الاستجابة له على المستويات الإقليمية والقطرية وعالميا، بناء على بيانات من 205 دول وأقاليم.
ووفق بيانات المنظمة، يتسبب السل في وفاة أكثر من أربعة آلاف شخص يوميا. ولا تفي الإجراءات والاستثمارات الرامية إلى إنهاء الوباء بهذا الغرض، ولهذا سيجتمع رؤساء الدول في أول اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن السل، في 26 أيلول / سبتمبر في نيويورك، لإعلان التزامهم بتسريع جهود الاستجابة للمرض.
وفي هذا الصدد، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس بهذا الالتزام قائلا “لم نر مثل هذا الاهتمام السياسي رفيع المستوى وفهم ما ينبغي على العالم القيام به لإنهاء السل والسل المقاوم للأدوية.”
ودعا الدكتور تيدروس إلى الاستفادة من هذا الزخم الجديد والعمل معا لوضع حد لهذا المرض الرهيب، لتلبية الهدف العالمي لإنهاء السل بحلول عام 2030. وقال “تحتاج البلدان إلى الإسراع في استجابتها بشكل عاجل، بما في ذلك من خلال زيادة التمويل المحلي والدولي لمكافحة المرض”.
ومن المتوقع أن يستند المؤتمر، الذي سيحضره حوالي 50 من رؤساء الدول والحكومات، إلى الخطوات الأخيرة التي اتخذها قادة الهند والاتحاد الروسي ورواندا وجنوب أفريقيا في مجال مكافحة السل.
وقد تسبب السل في وفاة 1.6 مليون شخص العام الماضي، بما في ذلك 300 ألف مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، وهو ما يشير إلى انخفاض بشكل عام في حالة الوباء عالميا، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.
ولكن لا يزال السل المقاوم للأدوية يمثل أزمة للصحة العامة عالميا. ففي العام الماضي، قدرت منظمة الصحة العالمية أن 558 ألف شخص قد أصيبوا بمرض مقاوم للريفامبيسين على الأقل، وهو أحد أكثر أدوية السل فعالية. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء الأشخاص مصابة بوباء السل المقاوم لأدوية متعددة.
وتقدر منظمة الصحّة العالمية أنّ ربع سكان العالم مصابون بعدوى السل.