المجلس العالمي للتسامح والسلام

مع كاهنٍ فقيرٍ لا يملك “شِبْر أرض”… بدأت “سعادة السماء”

بقلم: كريستال ش. محفوظ

كريستال ش. محفوظ

“لمّا يكون في وجع كتير، بتسقط كلّ ديانات العالم ليرتفع الإنسان”… جملّة ردّدها مراراً وتكراراً الأب مجدي العلاوي، مؤسِّس وخادم جمعيّة “سعادة السما” في مؤتمرٍ صحفيٍّ بعنوان “الرحمة وكرامة الإنسان” في المركز الكاثوليكي للإعلام، تناول أهداف الجمعية والأعمال التي تقوم بها والطرق القانونية التي تحكم عملها، بحضور مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، محامي الجمعية الأستاذ ميشال حنّوش، وأمين عام الجمعية جيرار شرفان.

جمعيّةٌ تمدّ يد المساعدة لكل معوز وفقير ومحتاج صحيّاً، إجتماعيّاً وتربوياً. جمعيّةٌ تسعى مع الجهات المختصّة إلى تأمين الدراسة والطبابة للمعوزين، إلى جانب العمل الإجتماعي في السجون ضمن حدود قوانين وأنظمة السجون. جمعيّةٌ أنشأت مراكزاً لاستقبال ومعالجة المُدمنين على المخدِّرات على أن يتمّ التأهيل من دون أيّ حبّة دواء، بل عبر اللجوء إلى الصلاة، الصوم والعمل لمدّة سنة ونصف عبر الإقامة بشكل دائم في المركز المختصّ. جمعيّةٌ تستقبل في بيوتها المتواضعة، المُسنّين والمُشرّدين الذين يتلقّون علاج غسيل الكلى، إلتهاب الكبد والأمراض السرطانيّة طيلة مدّة علاجهم، العائلات التي تُعاني من المشاكل، المعوّقين جسديّاً، الأحداث المتسوّلين…

“كلّ شخص موجود بالجمعيّة هُويّ مشروع قديس”… أكمل الأب علاّوي كلمته بهذا التعبير، كي يُعلن بعده أنّ “سعادة السماء” تتقدّم من الهيئة الناخبة بلائحة مرشّحيها إلى الإنتخابات النيابيّة باسم لائحة “الرحمة والمحبّة”، هادفة الى الفوز على أساس منح الصوت التفضيلي الى الإنسان، برنامجها الإنتخابي يقوم على مساعدة كلّ فقير ومعوز ومحتاج ومتشرِّد، كلّ طفل أو حدث أو إمرأة أو مسنّ أو مهمّش… كلّ معوّق أو مُدمن على المُخدِّرات أو الكحول…

بدوره أكّد الأستاذ ميشال حنوش، محامي جمعيّة “سعادة السماء” أننا “واجهنا مشاكل كبيرة مبعثها كان عدم معرفة أصحاب القرار بحقيقة وحجم “سعادة السماء”، لكن استطعنا تخطيّها بعد أن قمنا بتعريف المسؤولين على الجمعيّة وحجمها الواقعي، الفعلي والحقيقي”، مشدِّداً على أنّ “جمعيّة “سعادة السماء” أصبحت مسجّلة في عدّة دول وباتت موجودة فيها كامتداد للجمعيّة الأم اللبنانيّة”.

جمعيّةٌ بدأت مع كاهنٍ فقيرٍ “ما عندو شبر أرض”، كما أشار أمين عام الجمعيّة جيرار شرفان، فأصبحت اليوم مطاعماَ مجّانيّة تُطعم أكثر من 200 شخص يوميّاً، سوبرماركت مجّانيّة كلّ نهار أربعاء، مصبغة مجانيّة، صالون للحلاقة مجانيّ واكثر من 27 مركزاً مماثلاً في مختلِف المناطق اللبنانيّة تقريباً: جبيل، طرابلس، شكّا، برج حموّد، عين الرمّانة، فرن الشبّاك، الحدث… جمعيّةٌ ليس من المُستغرب أن يكون إسمها “سعادة السماء”، فما عساها تكون السعادة غير رغيف ساخن لولدٍ يتضوّر جوعاً، ما عساها تكون غير بيتٍ دافئٍ لمتشرِّد يرتعش برداً، ما عساها تكون غير شفاءٍ مباركٍ لشابٍ مدمنٍ يموت سَمّاً… كي يبقى السؤال الأهمّ: ما عساها تكون السعادة في السماء إن لم تكن لأجل هؤلاء ومعهم؟

لائحة “الرحمة والمحبّة” تنتظِر أصواتكم… “تفضّلوا” إذاً بِقبول بَرنامجها الذي لا مثيل له، و”ليُضئ نوركُم قدّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحة ويُمجِّدوا أباكم الذي في السماوات”!

قد يعجبك ايضا