بالنسبة إلى الطفل صهيب، فإنّ طرابلس هي الموطن الوحيد الذي عرفه منذ ولادته نازحاً، في مجتمع اقتلعه الصراع واضطره إلى النزوح بعيداً عن الديار.
أجبر القتال بين الفصائل المتناحرة في مصراته عام 2011 حوالي 40 ألف ليبي من مدينة تاورغاء القريبة إلى النزوح القسري.
استقر نحو ألفي شخص من هؤلاء النازحين في موقع مؤقت في منطقة طريق المطار، الذي يعد أكبر مخيم للنازحين في مدينة طرابلس، حيث عاشوا في طي النسيان لمدة سبع سنوات طويلة.
وتحكي النازحة أمينة، والدة صهيب، المعاناة اليومية التي تعيشها في المخيم، من حيث انعدام الخدمات الأساسية وضيق المكان:
“عشنا في هذه الغرفة الواحدة على هذا النحو لمدة عامين. تمثل هذه الغرفة بالنسبة لنا مطبخا وغرفة للنوم في نفس الوقت. أشكر بعض الخيريين الذين ساعدوني”.
وتطمح أمينة في العودة قريبا إلى تاورغاء مع ابنها صهيب الذي لم تتح له الفرصة من قبل لزيارة ديار والدته. لكن أمينة تستبعد حدوث ذلك بدون تحقيق سلام دائم يضمن حرية العودة إلى الديار:
“بالطبع أريد العودة والعيش في تاورغاء. لكننا نريد السلامة. نريد أن نشعر بالراحة. لا أريد أن يـُختطف أطفالنا. لا أريد أن نتعرض للضرب لا أريد ذلك أبدا. أريد العودة إلى المنزل بالطريقة الصحيحة مع ابني. إذا تحقق ذلك سأترك كل شيء وأعود حالا”.
وقد أدى الاكتظاظ ونقص الخدمات الأساسية إلى تحويل المخيم إلى حي فقير. وبرغم المساعدات الإنسانية والطبية التي كانت تقدمها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وشركاؤها، إلا أن الفقر يلاحق حياة من يسكنون في هذا المخيم.
وتقدِّر الأمم المتحدة عدد النازحين الليبيين داخل البلاد بحوالي 180 ألف شخص.