أطلقت الأمم المتحدة استراتيجية “شباب 2030” لدعم وتمكين الشباب، من خلال توحيد وحشد جهود الدول الأعضاء والقطاع الخاص والمجتمع المدني للاستثمار في الشباب وإشراكهم في جهود التنمية.
وبخلاف المتعارف عليه في اجتماعات الأمم المتحدة، صدحت الأصوات الشابة قبل أصوات المسؤولين الأمميين. ونيابة عن الشباب في كل مكان، تحدثت بتول الوهداني الطبيبة الأردنية الشابة حديثة التخرج ورئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب.
بتول تساءلت إذا كان من الممكن تغيير العالم وإنهاء الحروب والقضاء على الفقر وشفاء كل الأمراض، وقالت إن كل ذلك ليس ممكنا فقط بل وعمليا أيضا، وأضافت:
“قبل أن أخلد للنوم أغلق عيني وأحلم بمستقبلي. في اليوم التالي أصحو وأتعلم وأخطط وأفكر خارج الصندوق لحل المشاكل من حولي. أتناقش مع زملائي حول كيف أن بعض السياسات غير مبررة وغير عادلة، وكيف يمكننا التعامل معها. نتطوع في جمعيات شبابية ونحدث زوبعة من حولنا ونسيطر على منصات التواصل. لدينا آمال وأحلام وعزيمة وطاقة”.
وتابعت بتول الوهداني قائلة إن كونها شابة يضع على عاتقها مسؤوليات أخلاقية تجاه مجتمعها وبلدها والعالم، وأهم من ذلك جيل الشباب، مؤكدة أنها وجيلها قادرون على إحداث تغيير جوهري وإثبات مكانهم على الطاولات الدولية بين زعماء العالم.
ودعت بتول الشباب إلى تسخير طاقتهم والتكنولوجيات لخلق فرص عمل وغلق الفجوة في التعليم وحل المشاكل التي تواجههم والتصدي لخروقات حقوق الإنسان.
“نعلم أن لدينا الحق في أن نقود، ليس اليوم أو غدا فقط، ولكن في كل لحظة، لأننا سنكون الجيل الذي سيعيش مع التبعات التي تنجم عن قرارات اليوم. ولذلك لدينا كل حق في أن نبدأ في القيادة بدءا من هذه اللحظة”.
وفي كلمته أشار الأمين العام أنطونيو غوتيريس إلى أنّ الأمم المتحدة قد سعت منذ عقود عديدة إلى العمل من أجل الشباب. ولكن من خلال استراتيجية “شباب 2030″، تريد المنظمة الدولية أن تصبح رائدة في العمل مع الشباب، عن طريق فهم احتياجاتهم والمساعدة على وضع أفكارهم موضع التنفيذ.
“إن تمكين الشباب ودعمهم والتأكد من قدرتهم على تحقيق إمكاناتهم هي غايات مهمة في حد ذاتها. وإذا أردنا خلق عالم أكثر سلاما واستدامة وازدهارا للجميع، وتحقيق رؤية خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فإننا بحاجة إلى قيادة الشباب”.
استراتيجية “شباب 2030” في سطور
وتعتمد الاستراتيجية على خمسة مجالات رئيسية هي: فتح طرق جديدة للانخراط مع الشباب وإشراكهم وتعزيز أصواتهم؛ زيادة تركيز الأمم المتحدة على حصول الشباب على التعليم والخدمات الصحية؛ وضع تمكين الشباب اقتصاديا في مقدمة استراتيجيات الأمم المتحدة التنموية، من خلال التركيز على التدريب والوظائف؛ العمل بجد لضمان احترام حقوق الشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية؛ منح الأولوية لدعم الشباب في الصراعات والأزمات الإنسانية، بما في ذلك مشاركتهم في عمليات السلام.
وصحب إطلاق الاستراتيجية الإعلان عن شراكة “جيل بلا حدود”، وهي مبادرة متعددة الأطراف تهدف إلى ضمان وصول جميع الشباب إلى المدارس والتدريب والتوظيف بحلول عام 2030. وستركز على مهارات التعلم والتوظيف والتمكين، خاصة للفتيات.
الشباب في العالم
ووفق بيانات الأمم المتحدة، يعيش في العالم 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاما، يواجهون تحديات هائلة مدفوعة بالعولمة والتكنولوجيات الجديدة والتشرد وتأثير تغير المناخ وأسواق العمل المتغيرة باستمرار.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من خمس الشباب خارج منظومة العمل أو التعليم أو التدريب، ويتأثر ربعهم بالعنف أو النزاع المسلح بشكل ما. كما تصبح ملايين الفتيات أمهات بينما لا يزلن أطفالا، مما يؤثر على صحتهن ويرسخهن في دائرة الفقر.
وعلى الرغم من أن الشباب يشكلون مصدرا كبيرا للابتكار والأفكار والحلول، ويدفعون بقوة نحو التغييرات في مجال التكنولوجيا والعمل المناخي وغير ذلك، ولكنهم في كثير من الأحيان يستبعدون من برامج التنمية ويتم تجاهلهم في مفاوضات السلام، حسبما قال الأمين العام.
ومع إعلان بداية عهد جديد للشباب في الأمم المتحدة، دعا الأمين العام الدول الأعضاء إلى الاستثمار في الشباب وتشجيعهم، ونادى الشركات بتوفير المهارات والفرص للشباب. وإلى كل شابة وشاب قال غوتيريس: “انضموا إلينا. سجلوا. تطوعوا. صوتوا. كونوا جزءا من الحل. نحن بحاجة إليكم كشركاء وقادة. نحن بحاجة إليكم بينما نبني عالما سلميا وأكثر استدامة”.