ميدالية نوبل واحدة من أصل 20 كانت من نصيب امرأة، فحصاد هذه الجوائز العريقة لم يكن دوماً خيّراً لهؤلاء اللواتي يشكلن نصف البشرية، وبالرغم من الجهود المبذولة في هذا الصدد، لم تتسلم أي امرأة هذه الجائزة منذ سنتين.
وتقدّم الجوائز العلمية (أي الطبّ والفيزياء والكيمياء) والأدب والاقتصاد في السويد، في حين يتم تسليم نوبل السلام في النروج، وهما بلدان يتفاخران بوضع المرأة فيهما ويضربان القدوة في هذا المجال.
صحيحٌ أنّ عدد الفائزات بهذه الجوائز العريقة ما انفكّ يرتفع منذ الدورة الأولى، وهو قد ازداد من 4 بين 1901 و1920 إلى 19 بين 2001 و2017، غير أنّ عدد النساء المكرّمات بهذه الجائزة والبالغ في المجموع 48 لا يشكّل سوى 5 % من إجمالي الفائزين بهذه التكريمات والبالغ عددهم 896 حتى موسم عام 2017.
ويأتي الاقتصاد في المرتبة الأخيرة وتليه الجوائز العلمية، في حين يبقى مجال الأدب منحازا للرجال ويعد مجال السلام أفضل حالا بقليل.
ويؤكد غوران هانسون الأمين العام الدائم في الأكاديمية الملكية للعلوم في ستوكهولم القيمة على جوائز الفيزياء والكيمياء والاقتصاد “بأنها خيبة أمل بالفعل”، مشيرا إلى أنّ “ما من هيمنة ذكورية في إطار لجان النوبل” التي تتولى النساء رئاسة أربع منها هي الطب والكيمياء والسلام والأدب.
ويرى أنّ “الحصة الضئيلة من الفائزات مردها أبواب المختبرات التي ظلت مغلقة لفترة طويلة في وجه الجنس اللطيف”.
وتوافقه الرأي عالمة الفيزياء آن لويلييه العضو في الأكاديمية الملكية للعلوم التي شاركت في لجنة نوبل سنة 2010، قائلة “إنّ الأمر واضح وضوح الشمس”.
وليس الوضع أفضل حالاً في معهد كارولينسكا العريق القيّم على جوائز الطب الذي لم تنل من جوائزه الـ214 سوى 12 امرأة، أي 5,6 % من إجمالي الفائزين، من بينهن الفرنسية باريه-سينوسي التي كرّمت سنة 2008 على اكتشاف فيروس الايدز سنة 1983.
غير أنّ وضع “جائزة العلوم الاقتصادية تخليدا لذكرى ألفريد نوبل” التي يمولها مصرف السويد هي الأسوأ حالا على الإطلاق. ولم تفز بها سوى امرأة واحدة هي إلينور أوستروم سنة 2009.