المجلس العالمي للتسامح والسلام

النجاح أو…. الرسوب!

بقلم: د. أنطوان الشرتوني

د. أنطوان الشرتوني

بعد سنة كاملة، تحضّر التلميذ في مدرسته والطالب في جامعته… للإمتحانات.
وبعد أيام من السهر والعمل الدؤوب، والإجتهاد، ها هي النتائج تطلّ برأسها معلنةً نجاح أو رسوب التلميذ في إمتحاناته الرسمية أو الطالب في إمتحانات سنته الجامعية. وطبعاً للنجاح نكهته الخاصة، أمّا الرسوب فيراه بعض الأشخاص نهاية حزينة لمشروع الدراسة. وطبعاً هذا التفكير غير صحيح البتة. لذا، ما هو النجاح وكيف يفسّره علم النفس؟ وما أهمية النجاح في حياتنا اليومية؟ وكيف نواجه رسوب أطفالنا؟ وما هي طرق مساعدة التلميذ الذي رسب في إمتحاناته؟

ما هو النجاح؟ وكيف يفسّره علم النفس؟

النجاح، من فعل “نجح”، هو الشعور بالعزيمة والإصرار لتحقيق موضوع معين. ولكي يحصد الإنسان النجاح، هو بحاجة إلى الإرادة والجهد. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، كيف يمكن تنمية الإرادة لتحقيق النجاح؟ بشكل بسيط، يمكن الإجابة على هذا السؤال بكلمتين التاليتين: :”تدريب الإرادة”.
ويعني ذلك، أنه على الأهل منذ صغر طفلهم، أن يربّوه على مبدأ : “إذا عملت بجهد، ستكون شخصاً مميزاً وستحصل على مرادك”. فيجب أن يفهم الطفل بأن ليس من السهل الحصول على كل شيء. لذا تدريب الإرادة مهمّة جداً لكي لا يحبط الطفل الصغير عند بروز أي مشكلة تعترض مسيرته. ولتدريب الإرادة يجب أن يبدأ في كنف العائلة، مع الأب والأم، كما تلعب المدرسة دوراً بارزاً في هذا المضمار.

وطبعاً الإنسان يمكن أن يدرب إرادته وإتباع النقاط التالية:

أولاً، معرفة كيفية التخطيط الجيّد. فمثلاً، التلميذ الذي يعرف كيف يخطط للدراسة، سيتمكن من حفظ وإستيعاب دروسه بطريقة سريعة بفضل ترتيب الأولويات وتقسيم الدروس. هذا التخطيط سيساعده لإنجاز مهامه بطريقة أسرع. بينما إذا لا تخطيط ولا تنظيم، أمام أي عثرة صغيرة، سيتوقف التلميذ دراسته.

ثانياً، تدريب الإرادة، يجب الإستمتاع لأي إنجاز قام به الشخص خاصةً إذا كان طفلاً. فمثلاً، إذا حصل الطفل على علامات جيدة في مادة لا يحبها كثيراً، على الاهل تهنئته وتشجيعه على نتيجته. ذلك سيؤدي إلى تقوية إرادته وعزيمته في تحقيق النجاح. وطبعاً هذا المثال ينطبق أيضا على الراشدين.

ثالثاً، تشجيع الطفل منذ صغره، على قراءة مسيرة حياة الأبطال العظماء الذين بفضل إرادتهم، حققوا نجحات وإنتصارات. هذه طريقة نفسيّة لمساعدة الطفل في إسقاط نفسه على الشخصيّات ذات العزيمة القوية.

رابعاً، كما دور الأصدقاء أقوياء الإرادة، تمنح الطفل قوة وعزيمة وإرادة. وبالتالي يمكن أن يحقق النجاح بفضل تقليد الأصدقاء والاستفادة من أخطاء الآخرين وفشل الآخرين وبالتالي تجنب أصحاب الإرادة الضعيفة.

طريقة النجاح… وطريق الفشل.

لا يمكن لأحد أن يعتبر بأنّ طريقة النجاح هي طريقة سهل المنال، وبسيط . فكلّ إنسان خلال يومياته، معرّض للفشل في بعض المواقف والتعرّض لظروف سيئة ومحبطة وغير مرغب فيها. ولكن بفضل إصرار وعزيمته، يكرّر الشخص من جديد تجربته ويتعلم منها محاولاً عدم الوقوع بالخطأ ثانيةً. فبعد صدور النتائج الرسمية للشهادة المتوسطة وللشهادات ولاحقاً للشهادات الأخرى مثلاً، بعض التلامذة لم يحققوا النجاح الذي يتقون إليه. فكان الرسوب، نتيجة لعملهم. وطبعاً الكثير من المشاعر السلبية شعر بها هؤلاء التلامذة خاصة من منهم قد درس ولكن لسبب أو لآخر لم ينجح. فالإحباط وفقدان الأمل والعصبية والحزن… وغيرها من المشاعر شعر بها التلميذ وأهله أيضاً. وهذه المرحلة ضرورية ولكن لا يجب أن تستمر، من هنا، فدور الأهل مهم جداً للوقوف بجنب ولدهم ومساعدته لتخطّي هذه الأزمة التي يمكن أن تكون محبطة جداً للتلميذ.

أما طريق الفشل يؤدّي إلى مشاعر الإحباط وخاصّة إذا كان الفشل متكرّر، ذلك يحبط الشخص الذي سيصاب باليأس وباللاأمل وربما بإضطرابات نفسية.

لذلك من أهم النقاط التي يجب أن يتبعها الشخص الذي يشعر بالحزن وعدم القدرة للوصول إلى النجاح هي التالية:

– معرفة نقاط القوّة ونقاط الضعف. وعلى الإنسان أن يركّز على نقاط قوّته وإستبدال نقاط السلبية أو نقاط الضعف بنقاط إيجابية.
– عدم المقارنة بالآخرين والثقة بالنفس. كلّ إنسان لديه قدراته الخاصّة وسرّ النجاح هو الثقة بالنفس والإستمتاع بالحياة وعدم النظر إليها بطريقة سلبية.
– النظرة الإيجابية بالحياة توصل صاحبها إلى النجاح وعدم الإستماع إلى الأشخاص الذين يقلّلون من عزيمة الإنسان.

قد يعجبك ايضا