حذّرت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن من آثار القصف الجويّ على أنظمة المياه والصرف الصحيّ في الحديدة، وأشارت إلى وجود إصابات بمرض الكوليرا بالفعل في المحافظة.
وقالت “إنّ الأمر قد لا يتطلب سوى ضربة جويّة واحدة أخرى لتلك المنشآت، حتى يتفشّى وباء الكوليرا بشكل لا يمكن وقفه. وعن وضع الأمن الغذائي، قالت المسؤولة الدولية “إنّ 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة، وإنّ غالبيتهم يأكلون مرّة واحدة كل يومين فيما لا يتوفر لكثير من الأسر سوى وجبتين كل أسبوع”.
وأكّدت السيدة غراندي الموجودة في صنعاء أننا “نشعر بالقلق البالغ إزاء أثر القصف الجوي والقتال البرّي في الحديدة، بوجه خاص نحن قلقون إزاء الدمار اللاحق بأنظمة المياه والصرف الصحي. العام الماضي شهد اليمن أسوأ تفش لوباء الكوليرا في العصر الحديث. وكانت الحديدة إحدى بؤر الوباء. توجد بالفعل حالات إصابة بالكوليرا في الحديدة في الوقت الحالي. في الأسبوع الماضي شهدنا زيادة هائلة في عدد من أصيبوا بهذا المرض المميت في الحديدة. لذا عندما دمر القصف الجوي منشآت صرف صحي وأنظمة مياه، شعرت الأمم المتحدة بأننا يجب أن نتحدث بصوت واضح وقوي وأن نطلب من أطراف الصراع فعل كل ما يمكن لحماية البنية الأساسية المدنية”.
وأضافت “غالبا ما تخدم نقاط المياه ما بين 250 و300 منزل في كل مقاطعة بالحديدة. إذا ما وجدت الكوليرا بالفعل في مقاطعة ما، وإذا لوثت الإيكولاي أو البكتيريا المسبّبة للكوليرا نظام المياه، قد تنتشر الكوليرا إلى جميع المنازل في هذا الحيّ خلال يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام. إذا لم نتمكن من احتوائها، ستنتشر الكوليرا إلى الأحياء المجاورة خلال أسبوع أو أسبوع ونصف. وإذا لم نتمكن من احتواء ذلك، فيمكن أن تنتشر الكوليرا في أنحاء المدينة كلها في غضون أسابيع”.
وتابعت “الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأكبر في العالم، والعملية الإنسانية هناك هي الأكبر في العالم. لدينا شركاء شجعان على الخطوط الأمامية يفعلون كل ما يمكن لمنع تفشي الكوليرا والاستعداد والاستجابة للوباء إذا حدث. لا أريد أن أتظاهر بأننا لا نعمل بشكل يفوق طاقتنا، لأننا بالفعل نعمل في كل الاتجاهات. ولكن حتى الآن، خلال هذا العام، وعلى الرغم من وجود الكوليرا ووجود متضررين بها، لم يتفشى الوباء الذي شهدناه العام الماضي، وهذا بفضل العمل الذي يقوم به الشركاء على الخطوط الأمامية ووكالات الأمم المتحدة والسلطات على الأرض. ولكننا نسبق وقوع كارثة الكوليرا بخطوة واحدة صغيرة. نريد أن نظل هكذا، بل وأن نبقى بعيدين عن احتمال تفشي الوباء. لكن إذا حدث ضرر للبنية التحتية المدنية فإنّ هذا يهدّد كلّ ما نحاول فعله. لذا ندعو أطراف الصراع إلى حماية أنظمة المياه والصرف الصحي”.
وأشارت غراندي إلى أنّ “75% من كلّ المدنيين في اليمن، يعتمدون على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية. لا توجد أي دولة أخرى في العالم يعتمد 75% من سكانها على المساعدة الإنسانية. في الوقت الحالي لا يعلم 8.5 مليون يمني كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة. إنهم يعانون من جوع حاد. تُفيد تقديراتنا بأنّ الحرب إذا لم تتوقف بنهاية العام الحالي، فإن ذلك سيدفع عشرة ملايين يمني آخر إلى نفس الوضع. أي أنّ 18 مليون شخص في اليمن سيعانون من الجوع الحاد. يعاني 7 ملايين يمني من سوء التغذية. لذا تقول الأمم المتحدة إن الأزمة في اليمن هي الأسوأ في العالم، ومن بين الأسوأ في العصر الحديث”.
وشدّدت على أنه هناك “8.5 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد، فمعنى ذلك أنهم يأكلون وجبة واحدة يوميا. غالبية أولئك الناس يأكلون مرة كل يومين، والكثيرون يأكلون مرتين أسبوعيا. إنها أزمة تسببت فيها الحرب. لذا فقد حان الوقت لأن توقف الأطراف الأعمال القتالية وتجد سبيلا للتحرّك قدماً، وحلاً سياسياً. إنّ تكلفة الحرب هائلة“.