يتم في جميع أنحاء العالم الاحتفال بأيام عالمية محدّدة من قبل عدّة منظمات لمواضيع مختلفة من أجل لفت أنظار المجتمعات إليها وتقديرها. لكن اليوم العالمي للمرأة يعتبر من الأهم حتماً نظراً لأهمية المرأة.
تشهد عدّة مجتمعات ذكوريّة تهميشاً واضحاً للمرأة، فلا بد من أن البعض نسيَ أن المرأة هي صانعة العالم والحياة. قد لا يوافقني البعض الرأي، ولهم أقول:
المرأة هي التي أعدّت جيلاً جاهزاً لمواجهة الحياة في البدايات والنهايات وهي الأساس لكل مجتمع. المرأة هي مزيجٌ من الصفات التي لا يمكن أن تلتقي أبداً إلا في جسد المرأة وروحها. هي القويّة في مواجهة الحياة وحماية عائلتها والضعيفة أمام خوفها على حياة من تحب. هي الحنونة على من حولها والقاسية على من حاول يوماً المسّ بها أو بأحدٍ يخصّها. هي الوفيّة والصادقة وفي نفس الوقت الماكرة عند الحاجة. هي الفرح والأمل وهي الحزن والتعب. هي الذكاء والعبقرية والكبرياء والحبّ، وهي رقّة المشاعر وجمال الإحساس. هي التي بصمتها حيّرت الزمن وأسرت الدهر وحفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال. هي التي تربعت على عرش الجمال وقيل عنها أجمل من الجمال نفسه. هي التي تنقل الأخلاق إلى قلوب البشر فتأسرهم، وترميها إلى عقولهم فتسلبهم. هي فاتنة بفكرها، وشامخة بعملها، ولا ترضى بالعبودية مهما كانت. هي مميزة بنفسها ومتميزة عن غيرها. هي لا تعرف المصاعب وتعرف إدراك المقاصد، وهي نادرة المثال ولها طموح يحطم الوجود، وهي التي بروحها تأسر القلوب. المرأة هي الأمّ والأخت والرفيقة والصديقة. هي الزوجة والحبيبة والعشيقة ورفيقة الدرب وهي أساس كل بيت وأسرة.
بالإضافة إلى كل ذلك، للمرأة أدوار بارزة برعت في تأديتها في المجتمعات كافة ولا يمكن تجاهلها، فمشاركتها فاعلة في الحياة على مختلف المستويات والأشكال، وهي من أهم المساهمين في رفع القيم الإنسانية والثقافية والاقتصادية والعلمية والابداعية.
لذلك، وفي اليوم العالمي للمرأة اليوم، قليلةٌ هي كلمات الشكر والامتنان، فإنها تعجز أمام عظمة المرأة لكونها من يُعطي للحياة نكهتها وللروح مداها وللقلب سكينته، وهي من تأخذ عن الكتف عبء الهموم والآلام. ونتمنى لجميع النساء حول العالم المزيد من التقدّم والعطاء على ذات الطريق لرفع المجتمع وتطويره.