المجلس العالمي للتسامح والسلام يشارك في المؤتمر الدولي للحوار بين الثقافات والأديان من أجل الاستدامة في لبنان
بيروت – شارك معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، في أعمال المؤتمر الدولي للحوار بين الثقافات والأديان من أجل الاستدامة (BICIDS 2025)، الذي انعقد في جامعة الروح القدس – الكسليك في لبنان، تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، وبمشاركة نخبة من القادة والمفكرين وممثلي المؤسسات الأكاديمية والدينية والمنظمات الدولية.
وشارك الجروان في الجلسة الحوارية الأولى من المؤتمر، التي تناولت أهمية الحوار بين الثقافات والأديان كمنطلق لتحقيق السلام المستدام وتعزيز قيم التفاهم والتعاون بين الشعوب. وخلال الجلسة، أشاد معاليه بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، باعتبارها منارة للحوار والتنوّع الثقافي والديني في المنطقة والعالم، ومعبّرًا عن تقديره للشعب اللبناني لما يتحلّى به من كرمٍ وإنسانيةٍ وانفتاحٍ حضاريّ جعله نموذجًا يحتذى في العيش المشترك واحترام الاختلاف. كما توجّه بخالص الشكر إلى اللجنة العلمية والمنظمة، وإلى جامعة الروح القدس – الكسليك، ومؤسسة “صوت واحد” (One Voice Foundation)، وتحالف الأديان من أجل البيئة (Faith for Earth – UNEP) على جهودهم المخلصة في تنظيم هذا الحدث الدولي المتميز الذي يجمع قادة الفكر والدين والمجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم لتعزيز الحوار من أجل السلام والاستدامة.
كما أكّد معاليه على أن الحوار هو أساس التقارب الإنساني وجسر العبور نحو مجتمعاتٍ يسودها الاحترام والعدالة والسلام، مشيرًا إلى أن العالم اليوم في حاجةٍ ماسةٍ إلى تعزيز الحوار في مواجهة الأزمات المتشابكة التي تشهدها الإنسانية، من النزاعات والانقسامات إلى تحديات التنمية والبيئة والعدالة الاجتماعية.
كما عرض معالي الجروان رؤية المجلس العالمي للتسامح والسلام في هذا الإطار، مبرزًا جهود المجلس ومؤسساته، ولا سيما البرلمان الدولي للتسامح والسلام والجمعية العمومية للمجلس، في تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي والفكري بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني حول العالم، ودعم المبادرات التي تعزز ثقافة التسامح والانفتاح. وأشار معاليه إلى أن الشباب والتعليم يمثلان الركيزة الأساسية لأي مشروع حوارٍ وبناء سلامٍ مستدام، داعيًا إلى إدماج قيم التسامح والحوار في المناهج التعليمية وتمكين الشباب من أن يكونوا سفراء للسلام في مجتمعاتهم.
وفي ختام مشاركته، شدّد رئيس المجلس على أن السلام الحقيقي لا يتحقق بالاتفاقات السياسية وحدها، بل يقوم على أسسٍ ثقافيةٍ وأخلاقيةٍ وروحيةٍ راسخة، داعيًا إلى مواصلة العمل المشترك من أجل أن يبقى صوت الحوار أقوى من خطاب الكراهية، وأن يبقى السلام هو الغاية والرسالة والهدف.

