“للشعوب الأصلية صلة روحية عميقة بأراضيها ومواردها. ومع ذلك، فإن السكان الأصليين وبشكل متزايد يضطرون إلى الهجرة داخل بلدانهم وعبر الحدود الدولية. الأسباب معقدة ومتنوعة. فبينما يخضع بعضهم للنزوح أو النقل دون موافقتهم، يهرب البعض الآخر من العنف والصراع أو التدهور الذي يخلفه تغير المناخ. فيما يهاجر الكثيرون منهم بحثا عن فرص عمل وحياة أفضل بالنسبة لهم ولأسرهم”.
هذه رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية في التاسع من آب/أغسطس.
وقال الأمين العام “إنّ الشعوب الأصلية وبالذات النساء والفتيات يعانون من معدلات مرتفعة بشكل غير متناسب للاتجار بالبشر وغيره من أشكال العنف. فيما يواجه الشباب منهم قضايا معقدة تتعلق بهويتهم وقيمهم”.
وشدّد الأمين العام على “ضرورة حماية حقوق وهويات ومهن وممارسات الشعوب الأصلية التقليدية، خاصة في البلدان التي تتشارك حدودا دلية يعيش فيها السكان الأصليون. مضيفا أنه وفي وقت لاحق من هذا العام، من المتوقع أن تتبنى الدول الأعضاء ميثاقا عالميا للهجرة الآمنة والنظامية والمنتظمة، والذي سيؤسس إطارا دوليا للتعاون الإقليمي والعالمي. وسيوفر منصة لتحقيق أقصى قدر من فوائد الهجرة ودعم المجموعات الضعيفة من المهاجرين، بما في ذلك الشعوب الأصلية”.
ودعا أنطونيو غوتيريش إلى الالتزام “بالإدراك الكامل لإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، بما في ذلك الحق في تقرير المصير والأراضي والأقاليم والموارد التقليدية. وأينما كانوا يعيشون، دعونا نضمن أن السكان الأصليين يتمتعون بالاعتراف بمساهماتهم وفرص النجاح والازدهار في سلام على كوكب صحّي.”
تغير المناخ: مخاطر متزايدة على الشعوب الأصلية
الناشطة التشادية هندو إبراهيم ممثلة المنتدى الدولي للشعوب الأصلية المعني بتغير المناخ تخاطب جلسة مجلس الأمن الدولي حول تأثير تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين.
أخبار الأمم المتحدة التقت بالناشطة التشادية الشابة هندو إبراهيم، من جماعة الأمبورورو العرقية بمنطقة الساحل، خلال مشاركتها في جلسة مجلس الأمن حول تأثير تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين في يوليو الماضي.
وتحدثت هندو إبراهيم، وهي عضو في المنتدى الدولي للشعوب الأصلية المعني بقضايا تغير المناخ، عن الكفاح اليومي الذي تخوضه المجتمعات الرعوية بالمنطقة للبقاء على قيد الحياة في مواجهة تغير المناخ. وقالت إن “أهلي الرعاة يعيشون التغير المناخي في حياتهم اليومية.”
وذكرت أنّ “تغيّر المناخ يغذي العنف بين المجموعات المحلية. وأضافت أن شح موارد المياه والغذاء، يدفع السكان إلى التنازع وقد تتطور هذه النزاعات من المستوى المحلي إلى الوطني ثم الإقليمي”.
وقالت هندو “إنّ عجز أرباب الأسر عن إطعام الأبناء، بسبب تقلص الموارد الطبيعية التي يعتمدون عليها، يجعلهم عرضة للانضمام إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة”.
وأضافت “إنّ الجفاف الذي تعاني منه المنطقة بسبب تغيّر المناخ يدفع آلاف الشباب إلى الهجرة الأمر الذي قالت إنه يعرض حياتهم إلى الكثير من المخاطر، داعية أعضاء مجلس الأمن إلى تحويل القرارات إلى أفعال حقيقية يستفيد منها المتضرّرون من آثار التغير المناخي”.