بعض الأطفال يخافون من الإستحمام، فعندما نسألهم: “لما تخافون من الإستحمام؟”. ينظرون إلينا ولا يعرفون كيف يفسّروا هذا الخوف الذي يظهر في عيونهم. طبعاً الخوف من الإستحمام لا يندرج ضمن خانة “الفوبيا” أو الرهاب ولكن ربما يمكن أن يتحوّل هذا الخوف إلى رهاب.
أسباب الخوف من الإستحمام عند الاطفال!
عددٌ كبيرٌ من الأطفال يهوى اللعب بالماء، ولكن بعض الأطفال الآخرين يشكل الإستحمام رعباً لهم. أسباب كثيرة تجعل الطفل خائف من الماء، ويمكن أن نعدّد بعضها:
– ذكرى سيئة مرّ بها الطفل خلال الإستحمام (ماء ساخنة لذعت جلده الناعم، صابون دخل في عيونه…) تجعله خائفاً من الإقتراب مجدّداً من الماء.
– بعض الأطفال يحلمون بأنهم يغرقون في الماء. فينقلون هذا الحلم إلى الواقع، ويخشون الماء ووقت الإغتسال ويبدأون بالصراخ خشيةً من الغرق.
– فإذا كانت الأم ايضاً تخاف من الماء، أو تمرّ بحالة من القلق، سينتقل هذا الشعور عند الطفل الذي سيخشى الماء.
الخوف من الإستحمام ورهاب الإستحمام!
– الخوف من الإستحمام، أمر شائع بين الأطفال، وتظهر أول عوارضه ما بين عمر الستة أشهر والسنتين. بينما الرهاب، لا يظهر قبل السنة الثالثة أو الرابعة وتكون عوارضه مختلفة جداً عن الخوف العادي من الإغتسال حيث يرفض الطفل رفضاً قاطعاً عن الإستحمام مع ظهور عوارض جسدية منها: دقات قلب سريعة، تعرق، خوف شديد، صراخ…
– معظم الأطفال لا يحبون الإستحمام لأسباب كثيرة سنعرضها في سياق المقال، ولكن في نهاية المطاف، سيغتسل الطفل بعدما يشجع الوالدين طفلهما. أما الأطفال الذين يعانون من رهاب الإغتسال، حتى مع التشجيع والمثابرة لن يصل أهلهم الى تحقيق مبتغائهم.
ما دور الأم في هذا المضمار؟
يجب تحضير الطفل الذي يخاف من الإستحمام أيّ التفسير له بأنه قبل الخلود إلى النوم، سأساعدك في وقت الإستحمام. ويمكن أن تسرد الأم قصة للطفل خلال الإغتسال. ذلك يهدأ من روعه ويجعل وقت الإستحمام وقتاً ممتعاً. ولا يجب فرض الإستحمام عندما يصرخ أو يركل أو يضرب، بل يجب الإنتظار لكي يهدأ ويمكن من وضع بعض الموسيقى الهادئة أو الأغاني التي يحبها خلال إستحمامه.
يجب أن يصبح الإستحمام عادةً كل يوم يقوم بها الطفل. فعندما يفهم الطفل بأن وقت الإستحمام هو ضمن برنامجه اليومي، يعتاد على الفكرة ويتقبلها. كما على الأهل أن يفسروا له بأن للإستحمام فوائد عديدة أهمها الشعور بالراحة وخاصةً بالنظافة.
يمكن للأم أن تستعمل منظف الشعر (شامبو) غير لاذع للعينين لأن واحدة من مخاوف الأطفال هو الصابون الذي “يحرق” العينيين ويصبح الطفل خائفاً منه. ولا يجب أن تنسى الأم إستخدام المرح والفكاهة مع الطفل أثناء الإغتسال كما يمكنها إعطاء الطفل ألعابه البلاستيكية في حوض الإستحمام.
وأخيراً، لا يجب إستعمال ماء قوية التدفق خلال عملية النظافة، لأنّ هناك بعض الأطفال يخافون من “قوة تدفق” الماء. كما يجب إدخال الطفل إلى الماء بشكل تدريجي وهنا ممكن أن تستعمل الام الإسفنجة مبتلة برغوة الصابون لان الأاطفال يحبون شكل الصابون.
نصائح للامهات اللواتي تعانين من أطفالهن خلال عملية الإستحمام:
– إستعملي ألعابه المفضلة خلال الإستحمام، وطبعاً أطلبي منه أن يقوم بإغسال ألعابه بالصابون وبالماء. هذه الطريقة تساعده لكي يغتسل هو أيضاً.
– لا توبخيه ابداً، لأنّ هذا التصرّف سيجعله خائفاً أكثر وقلقاً.
– أطلبي من أبيه أن يرافقكما إلى المسبح، لأنها طريقة فعالة للإحتكاك بالماء وعدم الخوف منه خاصةً بوجود الأب (صورة الاب القوية).
– أطلبي من إبنك أن يغسل لوحده أصبع أو أصبعين ثم يده، ثم يداه الإثنين ثم وجهه… بهذه الطريقة، تشجّعي طفلك للإغتسال وللإستقلالية.
– شجّعي طفلك خلال عملية النظافة كما إستعملي الروائح الناعمة بعد الإستحمام. دور الاب هو مساعدتك في هذه العملية وطبعاً تشجيع الطفل.