قال الأمين العام للأمم المتحدة إن قمة التعاون بين الصين والدول الأفريقية، المنعقدة في العاصمة الصينية ييجينغ، تجسد أولويتين مهمتين لدى المنظمة الدولية وهما السعي لتحقيق العولمة العادلة، وتعزيز التنمية وضمان عدم تخلي أحد عن ركب التقدّم.
وأثناء مشاركته في القمة، قال أنطونيو غوتيريس إن الصين حققت تقدما تنمويا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بالقضاء على الفقر بصورة غير مسبوقة، مشيدا بالتزامها بمشاركة نجاحها عبر مبادرات مختلفة.
وأضاف أن أفريقيا أيضا حققت تقدما كبيرا، كما أن بها عددا من أكثر الاقتصادات المتنامية في العالم.
“معا، يمكن أن تجمع الصين وأفريقيا إمكاناتهما معا لإحراز تقدم سلمي ودائم وعادل يخدم البشرية جمعاء. من المهم أن يسهم التعاون التنموي في الحاضر والمستقبل، في السلام والأمن وبناء مجتمع يتمتع بمستقبل مشترك لخدمة البشر”.
وقال غوتيريس إن التعاون التنموي ينمو بناء على خارطتي طريق تعززان بعضهما البعض، وهما أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها السبعة عشر بحلول عام 2030، وخطة الاتحاد الأفريقي للتنمية المستدامة التي اتفقت الدول الأفريقية على تحقيق غاياتها بحلول عام 2063.
وأشاد الأمين العام بذلك الانخراط، وقال إن التعاون القائم على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة يمكن أن يخدم شعوب الصين والدول الأفريقية والمجتمع الدولي ككل.
وشدّد غوتيريس في كلمته على خمسة مجالات أساسية لنجاح هذه الشراكة المهمة:
أولا: تعزيز أسس التقدم في القارة الأفريقية
قال الأمين العام إن تقوية التعاون بين الصين وأفريقيا يمكن أن يؤدي إلى تنمية مستدامة صديقة للبيئة قادرة على الصمود في وجه التغييرات، وجامعة تصل أولا للمتخلفين عن ركب التقدّم.
وشدد في هذا المجال على أهمية الدعم المالي والتكنولوجي لتنمية البنية الأساسية، وبناء القدرات في الدول الأفريقية في مجال التجارة لتبدأ في تحقيق كامل إمكانات اتفاقية التجارة الحرة في القارة.
ثانيا: ضمان الملكية الوطنية والقيادة الأفريقية للتنمية المستدامة
وأشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة وافقت، خلال العام المنصرم، على أطر عمل مشتركة مع الاتحاد الأفريقي حول السلم والأمن ودعم أجندة 2063. وقال إن أطر العمل تلك تقوم على أساس التزام الأمم المتحدة بأن تكون شريكا ثابتا وموثوقا فيه لأفريقيا. وقال إن الشراكة بين الصين وأفريقيا تؤكد هذا النهج التعاوني الذي لا يهدف فقط إلى تحقيق مكاسب على الفور، ولكن أيضا على المدى المستدام.
ثالثا: تعزيز التعاون بين دول الجنوب
قال الأمين العام إن القمة ستسهم في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة حول “التعاون جنوب-جنوب”، أي بين دول جنوب الكرة الأرضية، المقرر العام المقبل في بوينس أيريس. وأضاف غوتيريش أن هذا التعاون أساسي لإقامة العولمة العادلة. ولكنه قال إن زيادة التعاون بين دول الجنوب لا يعني عدم الحاجة إلى تنفيذ التزامات الشمال-جنوب. وأكد الحاجة لضمان أن ذلك التعاون يمهد الطريق للانتعاش الاقتصادي والتجاري لأفريقيا على المستويين الإقليمي والدولي.
رابعا: تعزيز السياسات المالية المستدامة
قال أنطونيو غوتيريس إن فرق الأمم المتحدة القـُطرية ملتزمة بشكل كامل بدعم الدول الأفريقية في تحقيق كافة إمكانات التعاون مع الصين. وفي نفس الوقت شدد غوتيريش على أهمية أن يعمل الجميع معا لضمان الاستدامة المالية للتنمية الأفريقية. وقال إن السياسات المالية السليمة، ركن أساسي للتنمية المستدامة. وشدد على حتمية دعم أفريقيا للحفاظ على المساحة المالية اللازمة للاستثمار، وخلق هذه المساحة.
خامسا: تغير المناخ
المستقبل المستدام للصين وأفريقيا والعالم، يعني تنمية صديقة للمناخ وقادرة على الصمود أمام تغيراته، كما قال الأمين العام.
وأشار غوتيريس إلى أن التغير المناخي والتدهور البيئي يفاقمان المخاطر، وخاصة في الدول والأقاليم الضعيفة. وقال إن الصين رائدة في مجال الحلول المناخية، مشددا على أهمية مشاركة ذلك التقدم مع أفريقيا لتمكين القارة من الانتقال من التنمية الملوثة للبيئة إلى النمو الأخضر.