الأمم المتحدة تحثّ على تعزيز دعم اللاجئين وسط تقارير عن محاولات انتحار بين الأطفال
حثّت الأمم المتحدة اليونان على بذل مزيد من الجهود لمساعدة الآلاف من ملتمسي اللجوء والمهاجرين المتكدسين في مراكز استقبال في عدد من الجزر اليونانية، وسط تقارير صادرة عن منظمة “أطباء بلا حدود” تفيد بمحاولة عدد من الأطفال هناك الانتحار.
وقالت المفوضية “إنّ مستويات الاكتظاظ في بعض الجزر الآن تعادل نفس مستوى الاكتظاظ في مارس 2016، عندما كانت معدلات توافد اللاجئين والمهاجرين أعلى بكثير مما هي عليه الآن. وأشارت إلى أن غالبية من يبحثون عن مأوى هم من سوريا والعراق وأفغانستان”.
وحذّرت المفوضية من أن مئات الفتيان والفتيات غير المصحوبين بذويهم معرضون للخطر بشكل خاص، إلى جانب عشرات النساء الحوامل والمواليد الجدد والناجين من العنف الجنسي.
وفي حديثه للصحفيين في جنيف، وصف تشارلي ياكسلي، المتحدث باسم المفوضية مراكز الاستقبال وتحديد الهوية المستخدمة لإيواء الوافدين الجدد في موريا في جزيرة ليسفوس بأنها “سيئة وغير مناسبة”.
“الوضع يتجه إلى الوصول إلى نقطة الغليان. أكثر من 7 آلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين مكتظون في ملاجئ بنيت لاستيعاب ألفى شخص فقط. ربع هؤلاء من الأطفال”.
أما في جزيرة ساموس، بحسب ياكسلي، فإن مستويات الاكتظاظ مماثلة، حيث تقيم عائلات يقدر عدد أفرادها بحوالي 2,700 شخص غالبيتهم من سوريا والعراق في منشأة كانت مصممة أصلا لاستيعاب حوالي 700 شخص فقط.
وأضاف أن الأعداد في مراكز الاستقبال في جزيرتي خيوس وكوس تزيد عن ضعف القدرة الاستيعابية لتلك المراكز.
وشدّد المتحدث على ضرورة معالجة هذا الوضع قبل حلول فصل الشتاء:
“نحن قلقون بشكل خاص بشأن عدم كفاية المرافق الصحية، والقتال بين المجتمعات المحبطة، وارتفاع مستويات التحرش الجنسي والاعتداءات، والحاجة المتزايدة للرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية”.
وأشار المتحدث باسم المفوضية إلى نقل حوالي 800 طالب لجوء إلى البر الرئيسي في اليونان حتى هذا الشهر. لكن ذلك لم يخفف الضغط على مرافق الاستقبال في تلك الجزر، حيث ارتفع عدد الوافدين إلى 114 شخصا في اليوم، مقارنة ب 83 في يوليو/تموز الماضي، بحسب ياكسلي.
وأضاف أن المفوضية ستواصل تقديم المساعدة الشهر المقبل للحد من التأخير في نقل الأشخاص الضعفاء إلى البر الرئيسي في اليونان. وأشار إلى السماح لأكثر من 3 آلاف طالب لجوء في الجزر بالانتقال إلى البر، لكن عمليات النقل “كانت بطيئة” بسبب الافتقار إلى مرافق الإقامة والاستقبال.
وحثّ ياكسلي اليونان على اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذه الأزمة:
“نشجّع السلطات اليونانية، التي حصلت على تمويل أوروبي بخصوص هذا الوضع، على مواجهة هذه التحديات والتعجيل بالإجراءات والتدابير الرامية إلى تخفيف حدة الاحتقان في الجزر في أقرب وقت ممكن”.