إستقبال المولود الجديد يتطلّب استعداداً نفسيّاً جيّداً!
د. أنطوان الشرتوني
إنجاب طفل ثاني في العائلة هو إختيار شخصي مرتبط بين الزوج والزوجة الذي عادة يقرِّران إنجابه لسببين: لمعايشة مشاعر الأمومة والأبوة مرّة أخرى ولكي يجلبوا أخ أو أخت لولدهما البكر.
وتبدأ النصائح من جميع أفراد العائلة، عندما تحمل الأم وتقرّر مع الاب من إخبار طفلهما عن “المولود المنتظر”.
فعلى صعيد علم النفس الأسري، من المهمّ إشراك الطفل بهذا الحادث المفرح. وطبعاً يجب إتباع طرق معيّنة وأساليب “بسيطة” لكي يفهم الطفل البكر بأنه حتّى أنه مع مجيء أخيه او أخته سيبقى محبوباً من والديه. فكيف يمكن للاهل أن يفسرّوا لطفلهم هذا الوضع؟ وما هو دورهم في هذه الحالة؟
النضج النفسي لطفل آخر!
إنجاب طفل ثان وثالث ورابع… يتطلب ليس فقط تحضيرات “إقتصادية” بل نفسيّة أيضاً. وهناك بعض الأرشادات التي يمكن أن تساعد الأبوين على إختبار نضجهما للإنجاب طفل ثانٍ:
أولاً، يجب أن يدرك الأبوين بأن كلّ تجربة إنجاب هي تجربة فريدة عن سابقاتها. فلا يمكن مقارنة تجربة ولادة مع تجربة أخرى.
ثانياً، إستيعاب فكرة بانه هناك “مولود” جديد سيأتي إلى العائلة، ويجب عدم مقارنته مع أخيه أو أخته البكر. وعدم الخوف من فكرة “الغيرة الأخوية” أو المنافسة فيما بينهما.
ثاثلاً، قرار الإنجاب يكون قراراً شخصياً بين الزوج والزوجة وعدم زجّ كل أفراد العائلة (خاصّة الحموات) في هذا الموضوع، لأنّ موضوع “طفل ثان” هو موضوع يخصّ فقط الزوج والزوجة وطفلهما البكر.
رابعاً، التأكد من طريقة الإخبار بشكل بسيط وغير معقد عن “المفاجأة السارة” وإظهار كلّ النقاط الإيجابية في وصول أخ / أخت إلى البيت (مثلاً، أوقات اللعب).
كيف يمكن للأم إعلان خبر حملها لطفلها؟
يمكن أن تساعد الأم ولدها من خلال إخباره “إختباراتها الشخصّية” عندما أصبحت أختاً. فتخبره عن بعض الأحداث التي عاشتها خلال وصول المولود الجديد، كما يمكن أن تخبره عن بعض الأحداث المضحكة التي قضتها معه.
كما يمكن للأم الإستعانة بالقصص الموجودة في المكتبات والتي تسرد قصصاً بين الإخوة والأخوات. هذه القصص تساعد الطفل على إستيعاب فكرة “مشاركة الحياة” مع المولود الجديد. وبهذا الخصوص يمكن من ذكر قصة “أريد أخاً!” (دار الفكر اللبناني) أحد كتبي، التي خصصتها لتفسير للطفل عن كيفية قبول المولود الجديد، خصوصاً إذا لم يكن من نفس جنس الطفل البكر. وطبعاً هذه مشكلة كبيرة يواجهها الأهل عندما يريد الطفل البكر ولداً من نفس جنسه.
وإذا لاحظت الأم بأنّ ولدها البكر أظهر بعض التصرّفات الولدانية، فهذا أمر بديهي وطبيعي، لأنّ الطفل سيتخيّل بأنّ مكانه في العائلة سيسرقه أخاه او أخته الجديدة. لذا يظهر نوع من الغيرة التي تنعكس على تصرّفاته ، فمثلاً يطلب الحليب مجدّداً من قنينة الإرضاع أو يمكن أن يعاني من البول في الليل أو تظهر مجدداً عادة مصّ الإبهام…
من هنا، هناك ملاحظة مهمة جداً، ألا وهي أنه خلال تحضير لغرفة المولود الجديد، يجب الإحتفاظ بمكانة الولد البكر، وإلا سيشعر هذا الأخير بأنّ المولود الجديد يسرق منه حتى غرفته. لذا يجب على الإهل تنظيم مساحة معيّنة للمولود الجديد وإبقاء المكان المعتاد عليه الطفل البكر وعدم المساس به.
أخيراً، من المستحسن، عدم إخبار الطفل البكر بالحمل قبل مرور على الأقل ثلاثة الأشهر الاولى وهي الأشهر الأكثر خطورة على الولادة. لذا يجب ان ينتظر الوالدين ليتأكدا بأنّ كل شيء على ما يرام، ثم إخبار الطفل البكر عن الحمل. ويمكن نسج علاقة مع أخته أو أخيه من خلال المشاركة في الزيارات عند الطبيب النسائي إذا كان يستطيع من تقبل الفكرة وناضج بما في كفاية لفهم خطوات الحمل الطبية.
وإذا لا زال طفلهم صغيراً جداً (ثلاث سنوات) يمكن للأم والاب عرض صورة الجنين الصوتية كما يجب الإجابة على جميع إسئلته من دون تفاصيل طبيّة يمكن أن تقلقه.
ما دور الأب في إعلان حمل الأم لطفلهما؟
للأب دورٌ مهمٌ جداً في إعلان الحمل ويمكن أن نقسمه على النقاط التالية:
1- مشاركة الطفل في تسمية المولود الجديد. حيث يمكن للأب أن يلعب مع طفله البكر لعبةً وهي إعطاء أسماء مختلفة للطفل ويجب إختيار واحد منها. على هذا الصعيد يمكن توجيه الطفل البكر لإختيار الإسم المناسب.
2- التحدث مع الطفل البكر عن النشاطات التي يمكن أن يقوم بها لمولود الجديد. ويجب أن يفسّر الأب بأنّ الأشهر الأولى من الحياة، لا يمكن للرضيع أن يقوم بنشاطات ولكن يمكن أن نهتم به ونرعاه.
3- على الأب إستعمال بعض الحيل المسلية والمضحكة التي تشجّع الطفل لإستقبال المولود الجديد منها: شراء ألعاب خاصّة بالمولود الجديد وألعاب أخرى للأخ / للأخت، أو شراء هديّة صغيرة كتب عليها: “سأصبح أخاً!” أو عبارة ” أنا الأخ الأكبر، هو الاخ الاصغر / هي الأخت الصغرى” وهذه الأنواع من الهدايا يمكن إيجادها في العديد من مراكز التسوق.