المجلس العالمي للتسامح والسلام

متحدِّثون في المؤتمر العربي الأول: تسخير الرياضة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

أكد متحدثون في ختام فعاليات المؤتمر العربي الرياضي الأول على ضرورة تشغيل الرياضة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشهد المؤتمر، مشاركة متميزة للمدرب الإيطالي المخضرم مارتشيللو ليبي الذي قدّم عصارة خبراته في الملاعب من خلال كلمته الرئيسة في اليوم الأول، بالإضافة إلى حضور واعد من قبل ممثلي ومدربي الأندية والاتحادات الرياضي.

وكان آخر المتحدّثين في الجلسات الحوارية بالمحور الرابع د. مؤيد الوحشة من المملكة الاردنية الهاشمية، ود.أشرف صبحي من جمهورية مصر العربية، عبر ورقتي عمل تطرق الأول فيها دور الرياضة في تحقيق الثقة المجتمعية، فيما استعرض الثاني البعد الاقتصادي والاستثماري للرياضة في تحقيق التنمية المستدامة وأثرها في ذلك .

الوحشة: المسؤولية جماعية لتفعيل المبادرات

وأكد د.مؤيد الوحشة الأستاذ الأكاديمي المشارك في الجامعة الهاشمية بالأردن، أنّ “مسؤولية تفعيل المبادرات لإبراز دور الرياضة في المجتمعات لا يقتصر على جهة دون الأخرى”، معتبراً أنها “عملية تكاملية بين مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية في أي دولة وبدون هذه الشراكة ستراوح تلك المبادرات مكانها بدون أدنى شكّ” .

وقال خلال محاضرته التي ركزت على دور الرياضة في تحقيق الثقة المجتمعية من وجهة نظر اقتصادية: “لا يمكن حصر المشاكل في جزئيات معينة، ولا يمكن حصر الحلول أيضاً على جهات دون الأخرى، فاليد الواحدة لا تصفق والأدوار يجب تحديدها وتسمية الأشياء بمسمياتها”.

وأضاف الوحشة “يقع على عاتق الدولة دوراً متمثلاً بالدعم الحكومي من خلال رصد ميزانيات تساهم في توجيه الشباب لممارسة الرياضة، وهذا يعد استثماراً غير مباشر لها بكل تأكيد، فحجم الإنفاق الحكومي على علاج السكان يرهق كثيراً ميزانيتها، والرياضة تحدّ كثيراً من ذلك ويعزّز من من استثمار الدولة في مجالات حيوية أخرى من خلال استغلال الوفر المالي المتحقق من خلال هذه العملية”.

وتابع “على الجهات الرياضية أن تفعل من خططها التي تنمي مواردها الاقتصادية، الاكتفاء بالاعتماد على الدعم الحكومي هو انتحار بطيء، كما أن القطاع الخاص يجب أن يسهم في دعم الرياضة وعلى الحكومات استقطاع بعض الضرائب وتوجيهها لصالح القطاع الشبابي والرياضي وصولاً إلى مجتمع تتغير معه الأولويات والثقافات”.

صبحي: الرياضة منجم يجب إعادة اكتشافه

بدوره أشار د.أشرف صبحي وهو من المحاضرين الأكاديميين المعروفين في جمهورية مصر العربية إلى أن الرياضة تعتبر منجماً الذي يجب إعادة اكتشافه من جديد لما له من الأبعاد الواسعة والتأثير المباشر على دفع مسيرة التنمية المستدامة وتحديداً في الدول التي لها الباع الطويل في المجال الرياضي ولديها فرصاً أكثر للنماء من خلال الرياضة.

واستعرض، العديد من الملفات في محاضرته التي كانت الأخيرة في اليوم الختامي؛ البعد الاقتصادي والاستثماري للرياضة في التنمية المستدامة، كان أبرزها توظيف التكنولوجيا في نشر الرياضة كواحدة من الأولويات في المجتمع، معتبراً أن الرياضة لها أبعاد اقتصادية واجتماعية مباشرة ويجب مواكب ذلك من خلال التقدم التكنولوجي.

وقال صبحي “إنّ الفرصة مواتية أمامنا لتطوير ريادة الأعمال من خلال الرياضة لأن ليس لهذا المناخ أي حدود للإبداع ولها جوانب جيدة تستطيع التطور فيها حيث أثبتت الكثير من التجارب كيف ساهمت الرياضة في رفد الاقتصاد وتحديداً الدول التي عملت على تصدير مواهب وخامات رياضية إلى الخارج، وما عاد بعد ذلك بالفوائد الاقتصادية الجمّة عليها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.

وأضاف “تتمتع الرياضة بالقدرة المتزايدة على استيعاب التطورات التكنولوجية بمختلف المجالات المرتبطة مثلاً بقطاعات الطب والهندسة والصيدلة على سبيل المثال مما يعزز من فرصها الاستثمارية وهذا فقط مثال بسيط من عشرات الأمثلة لارتباط الرياضة الديناميكي بمختلف نواحي الاقتصاد المحلي”.

صقر بن سلمان: الرياضة مصدر لبناء المجتمعات الإيجابية

وأشار الوكيل المساعد للهيئات والمراكز الشبابية بوزارة شؤون الشباب والرياضة، د.الشيخ صقر بن سلمان آل خليفة، إلى أنّ “البحرين تدرك أهمية دور الرياضة في تعزيز التنمية المستدامة والسياسات العامة للقضاء على الفقر ورفع مستوى معيشة المواطنين، ورفاهية المجتمع وتحسين مستوى حياته، وتقديم الخدمات الأساسية لهم من صحة وتعليم وبنية تحتية وحماية البيئة، وإيجاد فرص عمل للشباب بشكل دائم، والقضاء على البطالة.

وقال “إنّ المؤتمر، يعتبر انعكاساً لجهود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، حينما قال إنّ “الرياضة هي ثقافة”.

وأضاف الشيخ صقر بن سلمان “من وجهة نظري أرى بأن هناك مفهوماً خاطئاً من قبل المجتمع العربي حول مفهوم الرياضة ومدى أهميتها.. للرياضة أبعاد اقتصادية وسياسية واجتماعية وصحية، وهي القطاع الوحيد الذي يكون الاستثمار فيه مضمون العوائد الإيجابية”.

وشدّد على أهمية تبني مقاربة شاملة لتعزيز مفهوم الرياضة؛ من أجل إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الرياضة هي المصدر النفسي والبدني للعنصر البشري، التي تساهم في جعل الإنسان أكثر إيجابية في أعماله.

علواني: فخورة بنجاح المؤتمر

وأكدت البطلة المصرية عضو مجلس النواب وعضو اللجنة الأولمبية الدولية سابقاً د.رانيا علواني فخرها واعتزازها بأن تكون جزءاً من النجاح الذي تحقق للمؤتمر العربي الأول الذي اختتمت فعالياته الأربعاء، وناقش دور الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بمشاركة عربية ودولية مميزة .

وقالت “نتقدّم بأسمى آيات الشكر والعرفان التقدير لمملكة البحرين على هذا التميز الكبير بإقامة المؤتمر، إلى جانب وزارة شؤون الشباب والرياضة المتمثلة بالوزير هشام الجودر، والجهود الرائعة التي قام بها المهندس خالد سليم الحاج الذي كان حريصاً على نجاح هذا الملتقى”.

وأضافت “باعتقادي أن الحدث حقق الهدف الذي أقيم من أجله لا سيما بتواجد عدد من المحاضرين المميزين ونخبة من الخبراء الرياضيين كلٌ في تخصصه، والرياضة كانت ولاتزال على الدوام إحدى الأدوات الهامة جداً في رقي وازدهار ونمو المجتمعات ولها من الأدوار التي تعجز في الوصول إليها الكثير من الخطط والاستراتيجيات العامة للدول”.

وأشارت إلى أنّ وصولها مجلس الشعب المصري وعضوية مجلس إدارة النادي الأهلي يعبر أيضاً من النتائج الكبيرة التي ساهمت بشكل مباشر فيها ممارسة الرياضة وتحقيق الإنجازات، وهذه رسالة تحديداً إلى النساء في الوطن العربي أنهن يستطعن لعب أدوار قيادية في المجتمعات وإيصال صوتهن من خلال ممارسة الرياضة.

قد يعجبك ايضا