في أديس أبابا الأمين العام يؤكد أهمية تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأفريقي في 5 مجالات
السلم والأمن، التنمية، تغير المناخ، مكافحة الفساد، والدروس المستفادة من تجربة الزعيم نيلسون مانديلا، كانت من أبرز ما جاء في خطاب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام اجتماع الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
وشدّد غوتيريش على أهمية تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في خمسة مجالات، أولها السلم والأمن.
وفي هذا السياق شكر الحكومات الأفريقية على القيام بدور ريادي بالمساهمة بقوات في الجيش والشرطة للمساعدة في إنقاذ الأرواح وضمان السلام بأنحاء العالم. وأكد عدم نسيان التضحيات التي قدمها من فقدوا أرواحهم في خدمة السلام. وقال غوتيريش “التزامنا المشترك الأول يتمثل في مواجهة الأسباب الجذرية للصراع، من خلال تعزيز منع نشوب الصراعات عبر الدبلوماسية والوساطة. علينا أيضا التزام يحتم فعل المزيد لإنهاء الصراعات وتحقيق السلام.”
المجال الثاني الذي يتعين تعزيز الشراكة على مساره هو التنمية المستدامة الجامعة. وأشار غوتيريش إلى أجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030، وأجندة التنمية الأفريقية التي تأمل دول القارة في تنفيذها بحلول 2063. وقال إن الخطتين تعززان بعضهما البعض، مشددا على أن القضاء على الفقر بجميع أشكالة يعد أولوية مهمة. وأكد غوتيريش على ضرورة أن يقود الشباب والنساء أجندة التنمية. وقال “إن المشاركة الكاملة للنساء تعزز الاقتصادات ونجاح عمليات السلام.” وفي هذا السياق أكد غوتيريش أن إنهاء العنف ضد النساء والفتيات والقضاء على زواج الأطفال، وتعزيز مشاركة المرأة في عملية صنع القرارات، هي شروط لنجاح أجندتي التنمية 2030، و2063.
وأشار إلى أن أفريقيا لديها أعلى كثافة سكانية من الشباب في العالم. وقال غوتيريش إن الاستفادة من هذه المزايا الديموغرافية (السكانية) عبر الاستثمار في التعليم الجيد والمهارات وتوفير فرص العمل، ستطلق العنان لموارد لا مثيل لها من الطاقة والموهبة والابتكار.
المجال الثالث للتعاون هو تغير المناخ. فيما لم تسهم الدول الأفريقية سوى بقدر ضئيل في الاحتباس الحراري، إلا أنها تدفع أعلى ثمن للتغير المناخي الذي يقوض التنمية ويؤدي إلى عواقب وخيمة للسلم والأمن. وأشار غوتيريش إلى توسع ما يعرف بأسواق الكربون، التي يتم في إطارها اتخاذ تدابير لزيادة الرقعة الخضراء على سبيل المثال لمعادلة أنشطة أخرى قد تكون في مناطق مختلفة من العالم تتسبب في انبعاث الكربون. وقال غوتيريش إن ذلك يؤكد نجاح المشاريع المراعية للبيئة، ويتيح فرصا هائلة للدول الأفريقية. وشدد على الحاجة لتعزيز العمل والاستثمارات من أجل تنفيذ اتفاق باريس حول المناخ. ومن المقرر أن يعقد الأمين العام قمة حول المناخ في سبتمبر 2019، لبناء الزخم وزيادة سقف الطموح وتعزيز الصمود وإحداث تغييرات هيكلية على الاقتصاد الدولي.
المجال الرابع هو الهجرة. أكد غوتيريش أن الهجرة ظاهرة دولية إيجابية، تحفز النمو الاقتصادي، وتقلص انعدام المساواة، وتربط بين المجتمعات المتنوعة، وتساعد في التعامل مع موجات التغير السكاني. وأدان الأمين العام أعمال الانتهاكات والاستغلال واسعة النطاق ضد المهاجرين، وقال إنها وصمة على الإنسانية المشتركة. وشدد على ضرورة تعزيز مزايا الهجرة المنظمة، مع القضاء على الانتهاكات والتعصب. ويتطلب ذلك تحسين التعاون بين دول المنشأ والعبور والمقصد، وتوفير مزيد من السبل القانونية للهجرة.
المجال الخامس الذي أكد غوتيريش ضرورة تعزيز التعاون مع الاتحاد الأفريقي بشأنه هو تعزيز الشراكة، مشيرا إلى أن 2018 هو عام محاربة الفساد في أفريقيا. وأشاد غوتيريش بالدول الأفريقية لإلقاء الضوء على هذه المشكلة، مؤكدا الدعم القوي للجهود الأفريقية في هذا المجال. وقال إن الفساد يسهم في الإتجار بالبشر والمخدرات، ونهب الموارد الطبيعية والحياة البرية، كما يمكن أن يقوض الثقة في الحكومات ويزعزع السلم والأمن.
وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى احتفال القارة الأفريقية والعالم هذا العام بالذكرى المئة لميلاد الزعيم نيلسون مانديلا. وقال إن مانديلا “ذكـّرنا بأن تحقيق التقدم يتطلب النظر دائما إلى الأمام، مهما كان ذلك صعبا. كان لنيلسون مانديلا أسباب تجعله يشعر بالمرارة بشأن الماضي. ولكنه سما فوق تاريخه الشخصي، ليجلب لوطنه وللعالم الأمل في مستقبل أكثر ازدهارا.”
وأشار غوتيريش إلى الشكوك المثارة بأنحاء العالم حول النظام متعدد الأطراف مثل المنظمات الدولية والإقليمية متعددة الأعضاء.
وأكد غوتيريش ثقته في أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يمكن أن يثبتا، من خلال التحرك قدما، أن النظام متعدد الأطراف هو الأمل الأفضل والوحيد. وقال “معا يمكن أن نقود المسيرة نحو مستقبل أكثر ازدهارا”.