المجلس العالمي للتسامح والسلام

عمليّات التجميل عند النساء… علاجٌ نفسيٌ

بقلم: د. أنطوان الشرتوني

د. أنطوان الشرتوني

عمليّات التجميل، حديث الجميع ولم يعد يقتصر الموضوع فقط على نجمات هوليوود بل تخطّى الحدود وأصبح في متناول جميع الأشخاص من ذكور وإناث، يُقبل على هذه العمليات الأعمار التي تتراوح بين 17 و60 سنة.
ولكن لماذا هذا الإقبال على عمليات التجميل عند الجنس الناعم؟ هل بسبب قلة الثقة بالنفس؟ أو ربما لإبعاد فكرة شبح الموت فيقوم العديد من الأشخاص بهذه العمليات للشعور الدائم بعمر الشباب.

أسباب عمليّات التجميل…

قبل الإجابة على السؤال، من المهمّ تحديد الفرق بين الجراحة التجميليّة وجراحة الترميم والتشوهات الخلقيّة: الجراحة التجميلية وبشكل مبسط هي جراحة تقوم “بتجميل” عضو أو أعضاء من جسم الإنسان. أما جراحة الترميم هي الجراحة التي تعيد بناء شكل، عادةً يكون لها ضرورة قسوى “بترميم” عضو من أعضاء الجسم والذي يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على حياة النفسيّة عند هذا الشخص. أما جراحة التشوهات الخلقيّة هي مجموعة من العمليات التي ترمّم تشوّهات موجودة منذ الولادة.
أما أسباب إنتشار هذه الظاهرة فهي:

– نرى العديد من السيدات يتأثرنّ بجمال بعض ممثلات هوليوود لذا يطلبنّ (وبأي ثمن) عمليات تجميليّة لكي يصبحن شبيهات لهذه النجمات من خلال التركيز فقط على الجمال. لذلك، يلعب الإعلان دوراً مباشراً “لتسويق” هذا النوع من العمليات.
– الشعور الدائم بالصبى والخوف أو قلق الموت يشجّع السيدات على اللجوء إلى عيادات التجميل خشيةً من “صورة الشيخوخة” التي يكوّنها كل مجتمع.
– التكوين الشخصيّ للإنسان يجعل منه فريسة سهلة لتكرار زيارات عيادات التجميل. فالشعور بالدونية هي من أكثر الأسباب النفسيّة التي تدفع المرأة لزيارة عيادات التجميل.
– معاملة الزوج لزوجته وطريقة نظرته للجمال تأثر أيضاً على نفسيّة المرأة التي تلجأ لهذه العمليات لكي تظهر دائماً جميلة أمامه.

هل العمليات التجميليّة دواء للثقة بالنفس؟

من المعروف أنّ جراحات التجميل تزيد من الثقة بالنفس ولديها تأثير إيجابي خاص بالنساء، فالسيدة التي تُعاني من ترهّل، تلجأ إلى عملية تجميلية لتصحيح هذا الترهّل. ولكن هل هذه السيدة ستكتفي بهذا المقدار من “التصحيح”؟ هناك العديد من النظريات التي تعتبر أنّ عمليّات التجميل لا تزيد الثقة بالنفس عند المرء وتقدير الذات، كما أنها لا تغيّر نظرة الشخص الأساسية لنفسه لأن عمليات التجميل ليس “دواء” لقبول الجسد كما هو بل للتجميل تأثير مؤقت في حياة المرأة. لذا نرى بأن العديد من السيدات لا يكتفينّ بعملية واحدة، والخطورة القصوى في هذه العمليات تكمن بدخول المرأة في دوامة جراحات مستمرّة حتى تتحوّل إلى امرأة أخرى يكاد زوجها لا يعرفها، وتصبح هذه الجراحات هوساً حقيقياً يراود المرأة كل يوم.

بالطبع، لا يمكننا تعميم هذه النظرية، ولكن يجب معرفته بأنّ جراحات التجميل ليست دواء للثقة بالنفس، كونها ذات هدف “ترميمي” أي تلك التي تعتمد على إعادة تشكيل الجسم، والتخلّص من العيوب الخلوقية أو الخارجية فيه، يمكنها إعادة ثقة الشخص بنفسه وتقديره الذات.

وما هي حسنات عمليات التجميل؟

كما ذكرنا من قبل، المظهر الخارجي يلعب دوراً أساسياً في عالمنا الحالي. ولكن ليس فقط الشكل الخارجي مهمّ للمرأة ولكن طبعاً تصرّفاتها اللبقة تأثر أيضاً بتكويّن انطباعاً جيداً عنها. وحسنات عمليات التجميل تتلخّص بالتالي:

– الشكل الخارجي يمكن أن يفتح آفاق على بعض الأصعدى، الاجتماعية والمهنية أو حتى يمكن أن يغلق هذه الآفاق ولكن لا يمكننا تعميم ذلك.
– يمكن لعمليات التجميل معالجة بعض المشاكل الزوجية التي يكون سببها الرئيسي فقدان الإعجاب بين الزوجين.
– الإعجاب وحب الذات هو أيضاً من حسنات عمليات التجميل ولكن لا يجب أن يتحوّل هذا الحبّ إلى هوس أو نرجيسيّة.

قد يعجبك ايضا