تمكّن فريق تابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مؤخراً، من الوصول إلى منطقة إيتوري الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بعد أشهر من النزاع بين مجموعتي هيما وليندو العرقيتين الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص فرارا من العنف، بحسب التقديرات.
وقال المتحدث باسم المفوضية تشارلي ياكسلي، للصحفيين في جنيف “إنّ النزوح قد أضاف إلى الاحتياجات الإنسانية الهائلة في البلاد، واصفا الوضع بالقاتم.
إجمالاً، يقدّر أنّ حوالي 350 ألف شخص قد فرّوا من العنف. وقد وجد الذين عادوا حتى الآن، في كثير من الحالات، قراهم ومنازلهم وقد تحولت إلى رماد، مما جعلهم ينزحون مرة أخرى”.
ولدى وصول الفريق إلى المنطقة، التقى أعضاؤه بعض السكان العائدين، من بين نحو 150 ألف نازح سابق شرعوا في العودة الآن أملا في العثور على منازلهم.
وكما جاء على لسان المتحدث باسم المفوضية، استمع الفريق إلى تقارير مروعة عديدة عن عنف همجي، بما في ذلك هجوم جماعات مسلحة على المدنيين بالبنادق والسهام والسواطير، وتدمير قرى بأكملها، ونهب المزارع والمحلات التجارية. ونقلا عن شهادة إحدى النازحات، قال ياكسلي:
“وصل المهاجمون إلى منطقتنا أثناء الليل وقتلوا جيراننا، سبعة أشخاص في نفس الوقت كانوا يعيشون في نفس المنزل. قمنا بالفرار على الفور أثناء الليل. نمنا في مستودع وانتظرنا سيارة لنقلنا إلى بلدة بونيا حيث أمضينا ثلاثة أيام حتى سمح لنا بالمغادرة. في بعض الأحيان يذهب الناس إلى الحقول ليجدوا جثث الموتى ممزقة إربا إربا”.
وبينما أعربت المفوضية عن قلقها بشكل خاص إزاء عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد، الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، قال ياكسلي إنّ “الظروف في مواقع النزوح بائسة”، مشيرا إلى “عدم توفر المياه النظيفة والرعاية الصحية ومرافق الصرف الصحي الملائمة في العديد من الأماكن”.
وبالنسبة للعائدين والمدنيين في مواقع النزوح، تقوم المفوضية بتوفير مستلزمات المأوى الطارئة لتحل محل المنازل التي تضررت أو دمرت. كما تقوم بتوفير المنح النقدية لتلبية الاحتياجات الفورية والحرجة، مع إعطاء الأولوية لأكثر الفئات ضعفا.
إلّا أنّ النقص الشديد في التمويل يعوق جهود المفوضية، حسبما قال ياكسلي، حيث لا يزال النداء الإنساني من أجل جمهورية الكونغو الديمقراطية من بين أقل النداءات تمويلا في العالم. فحتى الآن، تلقت المفوضية 17% فقط من مبلغ 201 مليون دولار المطلوب لتوفير الحماية والمساعدات المنقذة للأرواح في البلاد.