شاركت رسولة الأمم المتحدة للسلام مالالا يوسف زاي في أعمال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة. ومن بين الأمور التي ركزت عليها الحق في التعليم وإعلاء صوت الفتيات وتمكينهن لتحقيق أحلامهن.
وفي هذا الحوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة، تدعو مالالا كل شخص إلى وضع هدف لحياته والقيام بخدمة يساعد من خلالها الناس من حوله والعالم.
أخبار الأمم المتحدة: في أيلول / سبتمبر، بدأ صندوق مالالا شبكة غول ماكاي، وهو صندوق تبلغ قيمته ثلاثة ملايين دولار للمساعدة في تمويل تعليم الفتيات في باكستان وأفغانستان ونيجيريا، وكذلك في مناطق اللاجئين السوريين.
مالالا: الهدف من هذه المهمة هو تمكين القادة المحليين وبعض النشطاء المحليين. نحن نريد زيادة هذا الاستثمار وأيضا دعم النشطاء وكذلك الناشطات. لدينا ثلاثة ملايين دولار ونريد توسيع تلك المجموعة، ومضاعفة جهودنا، والتأكد من أننا نستطيع أن نقدم الدعم لأكبر عدد ممكن من الناشطين المحليين لأنهم صناع التغيير الحقيقيون في مجتمعهم وعندما نمكّنهم، نستطيع من خلالهم، إحداث التغيير.
ويشمل هذا أيضا التعلم الإلكتروني وتحسينات أخرى في نوعية التعليم. إنه مشروع واسع يغطي العديد من المجالات ولكن هدفنا الرئيسي هو تمكين القادة المحليين.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي بعض الأشياء البارزة التي لاحظتيها عبر جهودك لتعزيز تعليم الفتيات خلال رحلاتك؟
مالالا: ذهبت هذا العام في رحلة “تمكين الفتيات”، إلى أمريكا وكندا ثم نيجيريا والعراق والمكسيك. وفي هذه الأماكن التقيت بنات مذهلات واستثنائيات، وسمعت قصصهن الملهمة. في العراق، التقيت فتاة تدعى نجلا. كانت تبلغ من العمر 14 عاما عندما كانت ترتدي فستان زفافها. نجلا خلعت الكعب العالي وهربت من زفافها، لقد هربت. وفي وقت لاحق وقعت قريتها في قبضة تنظيم داعش المتطرف، وتعرضت نجلا لهجوم لكنها لم تتوقف. ما زالت تواصل تعليمها. نجت، وقاومت كل ما تعرضت له والأشياء التي لا يمكننا أن نتصورها لثانية، فقد تعرضت لها ولكنها لا تزال تناضل من أجل التعليم، وتريد أن تصبح صحفية.
هذه هي القصص التي تلهمني ولكن هدفي هو عرض هذه القصص على منصة عالمية مثل الأمم المتحدة والسماح لتلك الفتيات بلقاء قادة بلدانهن والقادة المحليين حتى ترفع أصواتهن عاليا.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي رسالتك الرئيسية إلى رؤساء الدول والحكومات وجميع القادة؟
مالالا: أذكرهم بمسؤولياتهم، بأنهم يشغلون المناصب التي يتحملون فيها مسؤولية شعبهم وجيل المستقبل. وأذكرهم بأن عليهم أن يزيدوا من الاستثمار في التعليم المدرسي، والتعليم الجيد، وإلا فإننا سنخسر هذه الأجيال المقبلة. هذا لن يؤثر فقط على الأطفال، وعلى الفتيات، بل علينا جميعا. لذلك علينا أن نستثمر في 130 مليون فتاة غير ملتحقات بالمدارس، وعلينا أن ندعمهن، وعلينا أن نقف معهن، وأن نجري تعديلات في القوانين وأن نتخذ إجراءات أيضا.
أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يمكن للرجال القيام به للمساعدة في تحقيق التعليم للفتيات؟
مالالا: أعتقد أن الرجال يجب أن يفعلوا الكثير. والدي مصدر إلهام لأن أخواته الخمس لم يستطعن الذهاب إلى المدرسة. لذلك، قرر أن يسمح لابنته الوحيدة بالذهاب إلى المدرسة لتحصل على تعليمها ومن ثم لرفع صوتنا. عندما بدأنا الحملة في وادي سوات، عندما بدأ الإرهاب وعندما تم حظر تعليم الفتيات، كان هناك العديد من الفتيات الأخريات اللواتي أردن إعلاء صوتهن ولكن آباءهن، وإخوانهن لم يسمحوا لهن بذلك. والدي لم يمنعني.
علينا أن نؤمن بالفتيات، علينا أن نؤمن بأخواتنا وبناتنا ونسمح لهن بأن يكنّ ما يردن أن يكنّ وبأن يحققن ذاتهن. كما يقول والدي لا تقطعوا أجنحتهن، ولنسمح لهن بالتحليق وتحقيق أحلامهن. يجب على الرجال أن يتطوعوا، يجب أن يدعموا النساء. إنه خيار أفضل للاقتصادات كلها، ولكل واحد منا. سيساعد ذلك الاقتصاد على النمو بشكل أسرع، وسيحسن مستويات المعيشة لكل واحد منا، ويحسن الصحة. كما أنه يعود بالنفع على الأطفال لأنه عندما تكون النساء متعلمات، فإن احتمال رعايتهن لأطفالهن واهتماهن بتعليمهم ومستقبلهم سيكون أكبر.
أخبار الأمم المتحدة: كيف ألهمتك عائلتك؟
مالالا: أنا ممتنة لأن لدي عائلة كبيرة. لقد دعمني كل من أبي وأمي ووقفا معي دائما، وبالنسبة لهما فأنا مجرد ابنة. تماما عندما يكون لآباء آخرين ابنة، يحبان رعايتها. لدي شقيقان أصغر مني سنا، وكالمعتاد فإن الأخوة مضحكون… ما زلنا نتشاجر، ما زلنا نتجادل. أخواي لا يهمهما الجوائز التي أفوز بها أو من أكون أو إذا كنت سفيرة أو رسولة الأمم المتحدة السلام.
عندما فزت بجائزة نوبل للسلام وعدت إلى الفندق الذي كنا فيه، قال أخي الصغير: اسمعي، لقد فزتِ بجائزة نوبل للسلام، ولكن هذا لا يعني أنك أصبحتِ رئيستنا هنا.
لطالما أردت أن أحصل على تعليم جيد، أن أذهب إلى جامعة جيدة، كان ذلك حلمي، والآن أصبح هذا الحلم حقيقة وأنا سأذهب إلى جامعة أكسفورد. لقد عملت حقا بجد من أجل ذلك … وكنت سعيدة جدا عندما تلقيت عرضهم. أنا متحمسة للقاء أشخاص جدد، لتكوين صداقات، للتعلم، إنه مكان عظيم للتعلم.
أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يمنحك تلك الطاقة، تلك القوة؟
مالالا: لقد رأيت الكثير في حياتي… من إرهاب وتطرف، إلى تعرضي للهجوم. وكنت في مرحلة يجب فيها اتخاذ قرار ما إذا كنت أرغب في مواصلة حملتي لتعليم الفتيات أم لا. وأظن أنني كنت بعيدة عن وطني باكستان لفترة طويلة، لقد تعلمت بعد التغلب على هذا الهجوم، أن هذه الحياة لديها هدف، وهو تعليم الأطفال. لدينا سبعون أو ثمانون سنة لنعيشها، ولما لا نعيشها لهدف جيد؟ لماذا لا نكرسها لخدمة يمكن أن تساعد الإنسانية، ويمكن أن تساعد العالم. أريد مساعدة أكبر عدد ممكن من الفتيات للتأكد من حصولهن على تعليم جيد وتحقيق أحلامهن.