المجلس العالمي للتسامح والسلام

رياضيّةٌ محترِفةٌ… بَطلةٌ من أجل السلام!

وُلدت البطلة آية مدني (مصر) في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988 ومارست الرياضة منذ عام 1995. ومثلت مصر ابتداءً من عام 2001 في مباريات رياضية في ثلاث أولمبياد (أثينا وبيجين ولندن). وفازت للمرة الأولى بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للناشئين في عام 2002. وتقاعدت في آذار/ مارس 2013. وهي عضوة في اللجنة الأولمبية الدولية، ومعيدة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

وأكّد آية مدني أنها “لقد وُلدت في أسرة، على خلاف العديد من الأسر المصرية الأخرى، لا تنظر إلى الرياضة باعتبارها تقتصر على “الطبقة الراقية” من الناس. فأبواي، اللذان يعملان كمهندسين زراعيين، شجعاني على ممارسة الرياضة وادخرا المال من أجل أن أنضم إلى نادٍ وأمارس أنشطة رياضية متنوعة. واخترت في نهاية المطاف رياضة الخماسي الحديث. وعلاوة على ذلك، فإن أبي، محمود مدني، عضو الهيئة الدولية الحكومية المعنية بتغير المناخ ـ التي فازت هي والنائب الأسبق لرئيس الولايات المتحدة، آل غور ـ بجائزة نوبل للسلام في عام 2007، يُعتبر من مشجعي الرياضة المتحمسين. وكان يقول لي دائماً: “إنك لا تعلمين كم أنت قوية إذا لم تحاولي. وإن أردت أن تفعلي شيئاً ما، فما عليك إلا أن تقومي به، مهما كان الأمر”.

وأضافت “لقد شاركت في رياضة الخماسي الحديث منذ أكثر من عشرين عاماً، ولم أرتد الحجاب إلا بعد أولمبياد بيجين في عام 2008ـ حتى بالرغم من أن ذلك جعلني أقل حظاً في سباق جرْي. وقد صممت على ارتداء الحجاب كتعبير لشكر الله على كل ما أنجزته بعونه. وقبل أن أتقاعد بعامين، في عام 2013، واجهت مشكلة ضرورة نزع الحجاب وفقاً للقواعد الجديدة التي فرضها الاتحاد الدولي للسباحة؛ كما لم يُسمح لي بارتداء بدلة سباحة تغطي كامل الجسد. ومن ثم، كان أمامي ثلاثة خيارات: إما أن أنزع الحجاب، أو أن أتخلى عن ممارسة رياضة الخماسي الحديث، أو أن أواصل ارتداء الحجاب مع بدلة السباحة التقليدية. ففضلت الخيار الثالث، ولكني قررت أن أواصل النضال من أجل حق المتنافسات في التنافس ببدلات سباحة تغطي كامل الجسد”.

وشدّدت على أنها “رُزقت بطفل بعد أن تقاعدت. وساعدني زوجي في اتخاذ قرار العودة إلى الرياضة، وكان في مقدوري بالتالي أن أساعد الأبطال، شباناً وشابات، من خلال خطابات تحفيزية ودورس في أهمية الرياضة. وفي بلادي، ليس من المعتاد لإمرأة متزوجة لديها أطفال أن تشارك في مسابقات رياضية. فالمرأة المتزوجة تُعتبر أساساً طاعنة في السنّ.

لقد اخترت أن أناضل وأن أغيّر هذه الثقافة. مثال ذلك أني أقوم بتعليم النساء المتزوجات بأنه لا شيء مستحيل عليهن، حتى وإن كان لديهن أطفال. وقد عدت إلى الرياضة بعد أن تقاعدت لفترة ثلاث سنوات؛ والزواج لا يشكل البتة نهاية الحياة.
إن تغيير ثقافة بلد من البلدان ليس بالأمر اليسير، ولكنه يستحق بذل الجهود حتى وإن أسفر عن إلحاق الأذى بشكل شخصي بمن يقوم به ـ مثل التشهير بالسمعة. إن الناس يحتاجون إلى الرياضة، كما أن لهم الحق في المشاركة فيها في أي مكان وزمان، بصرف النظر عمن يكونون.

ولفتت إلى انّها “إحدى البطلات من أجل السلام في منظمة السلام والرياضة التي تأسست في المغرب في عام 2007، هي منظمة مستقلة عالمية ترمي إلى تعزيز الرياضة كأداة لتحقيق التنمية وبناء السلام. وكان من شأن استخدام الرياضة كحافز لتعزيز الروابط الاجتماعية حث منظمات المجتمع المدني والحركات الرياضية وصانعي القرار على الانخراط في الأنشطة العملية. وتضم هذه المنظمة فريقاً من الأبطال من أجل السلام، وهم أبطال رياضيون على أعلى مستوى من جميع أرجاء العالم، ممن ما زالوا يمارسون الرياضة أو من تقاعدوا، ويرغبون في مساعدة المجتمعات المحرومة من خلال الرياضة”.

وتابعت “إنني منخرطة في تعليم الرياضة. فعلى سبيل المثال، ذهبت في أول نيسان/ أبريل إلى مدرسة في منطقة ريفية بمصر وقمت بتعليم نحو مئة طفل رياضة المبارزة والرماية. وقد تجمّع حوالي 200 شخص من المعلمين والطلبة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرون فيها أجهزة المبارزة والرماية، ومن ثم فقد كان من الصعب تعليمهم.

إنّ من بين ما أتطلع إلى تحقيقه إنما يتمثل في تعليم الشباب ما الذي تعنيه الرياضة. إني أهوى ثقافة الرياضة الصينية واليابانية. ففي رياضة الكونغ فو والتايكوندو، في رياضة الجودو، وحتى في رياضة المبارزة، يقوم الرياضيون بتبادل التحيّة قبل وبعد المباريات. ومن ثم فيمكن تعليمهم احترام هذا السلوك”.

قد يعجبك ايضا