المجلس العالمي للتسامح والسلام

رسالة المجلس العالمي للتسامح والسلام على لسان رئيسه – سهيل فرح في مقابلة معه

نشر موقع ar.rusisworld.com
حوارا مع معالي احمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أجراه الاستاذ سهيل فرح، هذا نصه:

من قلب العالم الاسلامي ، أراد ممثلوه المنفتحين على كل نسمة اوكسجين انفتاح و حوار أي كان منبعها من الشرق والغرب ، يطلع علينا المجلس العالمي للتسامح والسلام الذي يترأسه رجل دولة حكيم من دولة الإمارات العربية المتحدة معالي الاستاذ أحمد الجروان . وفِي هذا المنحى يسعد موقع الرؤية الإستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي” الذي يضع في أولى سلم أولياته التواصل العميق مع كل الالوان الزاهية للمدى الاسلامي والعالمي ، أن يطرح على معاليه عدداً من الاسئلة :

السؤال الأول: ما هي الأسباب التي دفعتكم لأنشاء المجلس العالمي للتسامح والسلام؟

في البداية، أسمح لي أن أعرب عن سعادتي البالغة بهذا اللقاء،

أما عن الأسباب التي دفعتنا لأنشاء المجلس العالمي للتسامح والسلام فتتمثل فيما رأيناه جميعاً – خلال الفترة الأخيرة – من انتشار النزاعات التي أدت إلى تدمير العديد من البلدان وتهجير شعوبها وهو ما يمثل مأساة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معاني، فملايين البشر أصبحوا يعيشون حياه غير أدمية بسبب هذه النزاعات التي قضت على الأخضر واليابس في أوطانهم.

والنظرة التحليلية المتعمقة لمعطيات هذه الحروب ومسبباتها تُظهر أن أغلبها نشبت نتيجة لتفشي ظواهر العنف والعنصرية والتعصب الديني والعرقي والطائفي، وعلى الرغم من أن هذهالظواهر كانت أحد الآفات التي عانت منها المجتمعات الإنسانية على مر العصور، إلا أن تأثيرها المعاصر على السلام بات أكثر خطورة من أي وقت مضى.

ولعلك تتفق معي على أن هذه الحروب هي حروب فكرية في المقام الأول، فلم تعد الحروب التي نراها اليوم حرباً تقليدية وفقاً للمفهوم التقليدي للحرب التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة كما كانت الحروب في الماضي،

ولعلك تتفق معي أيضاً على أن ضعف المستوى الثقافي لبعض الشعوب بات أخطر التهديدات التي تواجه بقائها، وبالمعنى المقابل أصبح ارتفاع المستوى الثقافي للشعوب اليوم بمثابة حصن أمان لبقائها وقدرتها على مواجهة تحديات الفرقة والتمزق واشتعال الصراعات الداخلية،

وعلى ما سبق، فأننا نرى أن العدو الحقيق للسلام هو التطرف الفكري بمختلف أنواعه، ولذلك قررنا مواجهته بنشر قيم التسامح، ونحن مؤمنين أيمان شديد بقوة التسامح كأداة لتحقيق السلام في مختلف المجتمعات أياً كان دينها أو انتمائها العرقي والطائفي، فنحن نؤمن بأن التسامح هو نقطة التقاء كافة الديانات والثقافات في أي بقعة من بقاع العالم.

ومن هنا كانت فكرة نشأة المجلس العالمي للتسامح والسلام لنوظف جهود محبي السلام على مستوى العالم من أجل نشر ثقافة التسامح بين البشر والتعاون مع مختلف المؤسسات الدولية والوطنية لتحقيق هذه الغاية.

السؤال الثاني: لماذا يغلب على نشاطكم التواصل مع رؤساء البرلمانات والقيادات التي تصنع القرار السياسي، وهل في خطتكم برامج للتواصل والتفاعل مع المنظمات والمؤسسات العلمية والثقافية التي تصنع الفكرة وتهتم بحوار السلام على المستوى الدولي وتقدم المقترحات العلمية لذلك؟

​أشكرك على هذا التساؤل الذي يعكس ملاحظة دقيقة لاستراتيجية عمل المجلس العالمي للتسامح والسلام خلال سنوات عمله الأولى،

وللإجابة عن هذا التساؤل يهمني في البداية أن أوضح أن المجلس العالمي للتسامح والسلام يتكون من جهازين رئيسيين إلىجانب هيئة رئاسة المجلس التي شرفت برئاستها، الجهاز الأول هو البرلمان الدولي للتسامح والسلام والجهاز الثاني هو الجمعية العمومية للتسامح والسلام،

أما البرلمان الدولي للتسامح والسلام فيتكون من أعضاء برلمانيين يمثلون مختلف البرلمانات الوطنية لدول العالم، أما الجمعية العمومية للتسامح والسلام فتتكون من مؤسسات يغلب عليها الطابع غير الحكومي، كمنظمات المجتمع المدني والجامعات ومختلف المؤسسات المعنية بقضايا التسامح والسلام الدولي والتي يمكنها أن تقدم اسهامات جادة في معالجة هذه القضايا،

وانت تعلم أن تفعيل كلا الجهازين في وقت واحد لمنظمه تعمل على المستوى العالمي كان أمرا صعباً من الناحية التنفيذية واللوجستية، ولذلك كان خيارنا الاستراتيجي هو البدء بتفعيل البرلمان الدولي للتسامح والسلام، وهو ما أدى إلى أن معظم نشاطنا خلال الفترة الماضية اتجه إلى التواصل مع رؤساء البرلمانات الوطنية والدولية، وفي الحقيقة أن الكثير منهم تربطني بهم صلات صداقة سابقة من خلال فترتي رئاستي للبرلمان العربي، وقد نجحنا بالفعل في اطلاق البرلمان الدولي للتسامح والسلام وعقد جلسته الأولى في مقر البرلمان المالطي بحضور عشرات البرلمانيين من مختلف برلمانات العالم، وقد حرصنا على أطلاق الجلسة الأولي للبرلمان الدولي للتسامح والسلام من مالطا،وهي دولة مقر المجلس العالمي للتسامح والسلام تقديراً لما بذلته مالطا من جهود مقدرة لدعم المجلس في مرحلة أنشائه، ونحن بصدد عقد الجلسة الثانية للبرلمان في منتصف نوفمبر الجاري في مقر البرلمان الألباني.

أما عن نشاط التواصل مع القيادات وصناع القرار السياسي الذي لاحظته خلال الفترة الماضية، فهذا التواصل النشط يرجع إلى أن أحد أهم الأمور التي يجب مراعاتها في تدشين أعمال منظمه تعمل على الدولي، هو أن تضمن لهذه المنظمة شرعية عملها ووجودها على المستوى الدولي، وشرعية العمل الدولي تكتسب وفقا لما يوصف في القانون الدولي بمفهوم الاعتراف، وهذا الاعتراف وفقاً للقانون الدولي قد يتخذ شكل صريح أو ضمني، المهم أن تحقق نوع من التواصل مع الدول والمنظمات الدولية من خلال ممثليها الرسميين أو أجهزتها الرسمية، ولذلك حرصنا على أن نبدأ نشاط المجلس بتوقيع مذكرة تفاهم مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وقد حرصنا أيضاً خلال الفترة السابقة على أجراء العديد من اللقاءات برؤساء الدول والحكومات للتعريف بالمجلس وأهدافه ومبادئه، ووضع أفكار للتعاون المستقبلي وتفعيل برامج عمل المجلس في مختلف البلدان.

وخلال الفترة القادمة سوف نتجه في المجلس إلى تفعيل التواصل مع المنظمات غير الحكومية ومختلف المؤسسات المعنية بموضوعات التسامح والسلام الدولي من غير الكيانات الحكومية وذلك من خلال الجمعية العمومية للتسامح والسلام التي ستضم في عضويتها كوكبة من هذه المؤسسات.

أما عن خطط وبرامج التواصل والتفاعل مع المنظمات والمؤسسات العلمية والثقافية التي تصنع الفكر وتهتم بحوار السلام على المستوى الدولي وتقدم المقترحات العلمية لذلك، فنحن في المجلس العالمي للتسامح والسلام نؤمن بأن حربنا هي حرب فكر كما ذكرت في البداية ولذلك فنحن نولي البحث العلمي والمؤسسات العلمية أهمية خاصة وتعتزم أنشاء مركز لدراسات التسامح والسلام وسيضمن هذا المركز في المستقبل تواصنا الدائم مع مختلف المؤسسات العلمية على مستوى العالم.

السؤال الثالث: المجموعة الاستراتيجية: روسيا والعالم الإسلامي يكاد يكون لديها معكم نفس التوجه نحو تعميق رسالة السلام وتعميق روح التعاون بين الحضارات والديانات والثقافات، وهي تسعى أيضاً لتوسيع نشاطها ويهمنا أن نستمزج رأيكم حول التعاون بين مجلسكم ومجموعتنا، فما هو رأيكم في ذلك؟

لا شك أننا نرحب بهذا التعاون، فالمجلس العالمي للتسامح والسلام والمجموعة الاستراتيجية: روسيا والعالم الإسلامي بالفعل يجمعهما ذات التوجه نحو تعميق رسالة التسامح بين الحضارات والديانات والثقافات بما يخدم أهداف السلام الدولي، وقد تابعت باهتمام نشاط المجموعة لتقوية صلات التعاون والارتباط بين الجانب الروسي والعالم الإسلامي خلال المرحلة السابقة، وأنا على ثقة من النتائج الإيجابية التي يمكن تحقيقها من خلال تعاوننا في العديد من مجالات العمل المشترك لخدمة قضايا السلام الدولي في المستقبل.

لكم جزيل الشكر على اجوبتكم المفعمة بانسانياتها .
* أعد الاسئلة رئيس تحرير موقع عضو أكاديمية التعليم الروسية: سهيل فرح .

قد يعجبك ايضا