المجلس العالمي للتسامح والسلام

تربية الحيوان في المنزل… والأهمية النفسيّة

د. أنطوان الشرتوني

د. أنطوان الشرتوني


أصبحت تربية حيوان أليف في المنزل، نوعاً من أنواع الهواية التي يمارسها الإنسان، فيهتمّ بالحيوان صحياً وطبياً من خلال الزيارات المحدّدة للبيطري كما يهتم بنظافته لضمان عدم تعرّض الأشخاص في المنزل لأيّ أضرار صحيّة. وهناك أنواع كثيرة من الحيوانات التي يمكن أن تكون رفيقة دائمة للإنسان في منزله.
فما هي الأهميّة النفسيّة من خلال تربية حيوان في البيت؟ وكيف تتكوّن علاقة الصداقة بين الفرد وحيوانه الأليف؟

الحيوانات الأكثر تواجداً في البيت…

الهرّة، هي من أكثر الحيوانات الأليفة المفضلة في المنزل، لأنها تمتلك مهارات اللعب والمداعبة مع مربّيها كما إنها حيوان هادئ ونظيف ولا يحتاج إلى عناية كبيرة حيث ينظف نفسه بنفسه. ولا يمكن نكران أنّ وجود الهرّة في البيت يضفي جواً من المرح.

الكلب، وهو معروف بوفائه لصاحبه، مسلٍ جداً، ويعبّر عن حبّه بشكل واضح. يخدم الإنسان بالعديد من الامور (حراسة البيت، مساعدة الاشخاص المصابين بالعمى…). جميع أنواع الكلاب بحاجة للعناية الخاصّة من قبل الإنسان كتوفيرالطعام والنظافة وترويضه من خلال المشي اليومي والتعليمات الخاصّة.

الأسماك الملونة، التي تجذب الكبير والصغير على حدّ سواء. النقطة الإيجابية في تربية الأسماك في الأحواض هي عدم الحاجة إلى الإهتمام اليومي، بل الإهتمام يكون أسبوعياً من خلال تنظيف الحوض وتغيير مائه ووضع الطعام. أما من السلبيات فهي عدم قدرة التفاعل معها من خلال لمسها أو اللعب معها على غرار الكلاب والهررة في المنازل التي تتفاعل وبشكل كبير مع صاحبها.

السلاحف، أكانت مائية أو بريّة، مشوقة جداً خاصةً للأطفال الصغار. فبالرغم من بطىء حركاتها وحجمها الصغير، فهي حيوان أمن ولا أضرار منه. كما أنّ السلحفاة ليست بالحيوان المتطلّب، فيكفي وضع الطعام لها وستكتفي بحياة هادئة جداً مع صاحبها التي تعرفه من خلال بصرها القوي جداً. على غرار الأسماك، السلحفاة لا تتفاعل مع صاحبها ولكن مراقبتها مسلٍ جداً.

العصافير، هي أيضاً محبّبة من كلّ الأعمار ومن الجنسين. تربية العصافير تضفي روحاً وحيوية للبيت، خاصّة في الصباح عند تغريداته اللامتناهية. طبعاً كمعظم الحيوانات الأليفة، العصافير بحاجة للعناية اليومية: تنظيف القفص، وضع الحبوب وأن يكون القفص واسعاً لتنقلات العصفور فيه بحرية. أما الببغاء، فهي أيضاً من الطيور التي يعشقها الجميع لأنها وضحكة ومسلية وجميلة جداً. ويمكن لصاحبها أن يعلمها المئات من الكلمات التي تردده بطريقة ذكية.
أما الهامستر وشكله الجميل جداً وصغر حجمه، يعيش عادةً في قفص الذي يجب أن يوضع فيه ألعابه المفضلة التي يمرن من خلال جسمه السمين.
كما هناك أنواع أخرى من الحيوانات التي يمكن أن تربى في المنازل وطبعاً إختيار الحيوان الاليف يرجع إلى التكوين الشخصي عند الإنسان.

ماذا عن المنافع النفسيّة؟

هناك العديد من النقاط الإيجابية التي أجمع عليها علماء النفس والتي تساعد في الحياة النفسيّة عند الإنسان. ومن هذه النقاط:

– تساعد تربية الحيوان الأليف على البناء السليم لشخصيّة الطفل. والاعتناء وتقديم الرعاية للحيوان نفسه تبني علاقة حميمة بين الطفل والحيوان. ويتعلم الطفل كيفية تعامله معه.
– تساهم تربية الحوانات الأليفة في تعلم الطفل الكثير من الصفات الحسنة ومنها تعلم المسؤولية تجاه هذا الحيوان الذي يكون عادة بحاجة للرعاية وللإهتمام. ويُطْلَبْ من الطفل أن يعتني بمأكله ومشربه وغيرها من المهام التي تنمي عند الطفل إحساس بالمسؤولية تجاه الحيوان الأاليف.
– يكتسب الطفل صفة الرحمة وحبّ الغير وتبادل المشاعر مع الحيوان الأليف. وكما يكون الحيوان رفيق ممتع للطفل ويستبدله عادة بمشاهدة التلفزيون لساعات وساعة أو اللعب بالألعاب الإلكترونية.
– تربية الهرر في البيت تعلّم الطفل أهمية النظافة خاصّة بأنّ هذا الحيوان يقضي وقت طويل في تنظيف نفسه بنفسه.

أما للراشدين، فهناك أيضاً منافع جمّة منها: تقليل الشعور بالاكتئاب وتخفيف من القلق وإضفاء الراحة والفرحة له. كما يساعد الطفل والراشد بتقبل فكرة الموت خاصة بعد موت الحيوان الأليف.

أما بالنسبة لكبار السنّ، فهم أيضاً يستفدون من وجود حيوان أليف في بيتهم. فأكثر المسنيّن، يعانون من الوحدة، خاصّة بعد زواج الأولاد أو فقد الشريك. لذا تربية كلب أو هرّة مهمّ جداً لهم.

وطبعاً عند المسنيّن، تربية الحيوان الأليف تشجّعه على مواصلة أيامه بحيوية.

قد يعجبك ايضا