المجلس العالمي للتسامح والسلام

اليونيسف تُطلق حملة #بدي_ربيك_بلا_عنف لاستبدال التأديب العنيف بالتربية الإيجابية

على الرغم من أنّ 69% من المواطنين يعرفون أنّ ضرب الطفل أمر مؤذ، أكثر من 6 أطفال من بين كل 10 أطفال لا يزالون يتعرّضون للتأديب العنيف كل شهر في جميع أنحاء لبنان. تدعو اليونيسف جميع الجهات المعنية، من حكومة ومنظمات غير حكومية وزعماء مدنيين وروحيين، فضلاً عن مقدمي الرعاية، للدعوة إلى اعتماد التربية الإيجابية الخالية من العنف.

تماشياً مع المبادرة العالمية، وفي اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، أطلق مكتب اليونيسف حملة للقضاء على العنف بعنوان #بدي_ربيك_بلا_عنف #ENDviolence تركز على التربية الإيجابية وطرق التأديب البديلة – في المنزل والمدرسة وعلى مستوى المجتمع المحلي – من أجل ضمان المسؤولية الجماعية المتمثلة بالنمو الصحي والسليم للأطفال.

يحثّ شعار الحملة جميع أفراد المجتمع على التعاون معاً لضمان تمتّع الأطفال ببيئة آمنة وخالية من العنف حيث يتم إنفاذ جميع حقوقهم وحيث يحظون بالفرص المناسبة للنجاح وتحقيق كامل إمكانياتهم.

وعلى حدّ تعبير تانيا شابويزا، ممثلة مكتب اليونيسف، “إنّ إنهاء العنف ضد الأطفال هو مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات – فكل طفل له الحق في النمو بأمان من كل أذى. لهذا السبب، ينبغي لكل من الأسر والمدارس والمجتمعات المحلية استخدام أساليب التربية الإيجابية والانخراط بقدر أكبر من الإيجابية في حياة الأطفال.”

“اللغة هي مرآة المجتمع، فهي تعكس طريقة تقكيرنا وتصرّفنا. لهذا السبب، تودّ اليونيسف إعادة المعنى الحقيقي لتعبير “بدّي ربّيك” أو “بدي علّمك درس” – بعيداً عن أي عقاب عنيف وإنما استبدال ذلك بالتربية المبينية على الحبّ ورعاية.”

جميع أشكال العنف، بغض النظر عن طبيعتها وشدّتها، مؤذية للأطفال وتشكّل انتهاكاً لحقوقهم الإنسانية الأساسية. كما أن هناك أدلة كثيرة على أن العنف يؤثّر على صحة الطفل البدنية والعقلية إذ يضعف قدرته على التعلّم والاختلاط وتكوين العلاقات الاجتماعية، فضلاً عن الانتقال بهذه التأثيرات إلى مرحلة سن الرشد.

يُعتبر العنف المندرج ضمن أساليب تربية الأطفال ممارسة شائعة في العديد من المجتمعات اللبنانية، الغنية والفقيرة، وغالباً ما يصبح هو القاعدة. بالنسبة إلى العديد من الأطفال، يكون وراء العنف وجه مألوف – خاصة فرد من العائلة. لهذا السبب، فغالباً ما يكون مقبولاً، إذ يغضّ الناس الطرف عنه أو يتردّدون في الإبلاغ عنه بسبب الخوف أو وصمة العار.

وتضيف شابويزا “لا تستطيع اليونيسف القيام بذلك بمفردها، فنحن نعمل مع أربع وزارات وجهات مانحة وعدد من جمعيات حماية الأطفال لتصحيح هذه الممارسة الخاطئة. معاً يمكننا التحدّث بصراحة في هذا الشأن وتغيير المعايير ووضع حد للعنف المرتكب ضدّ الأطفال.”

وفقاً لدراسة استقصائية للأسر المعيشية أجرتها اليونيسف في عام 2016، أكثر من 57% من الأطفال الذين يعيشون في لبنان والذين تتراوح أعمارهم بين سنة و14 سنة، يتعرّضون، على اختلاف بيئاتهم الاجتماعية والاقتصادية وديانتهم وثقافتهم، لشكل من أشكال التأديب العنيف، سواء كان جسدياً أو نفسياً، على يد أحد الوالدين أو مقدّمي الرعاية. لكن، وبما أن هذا النوع من العنف غالباً ما يكون مقبولاً أو خفياً عن الأعين، فمن المستبعد أن تكون هذه الأرقام مرآة للحجم الحقيقي للمشكلة.

لقد شملت عملية إطلاق الحملة حلقة نقاش برئاسة اليونيسف وكل من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحّة العامّة ووزارة العدل في لبنان. وقد أكد وزير الشؤون الاجتماعية، بيار بو عاصي، على استراتيجية الوزارة القاضية بتعزيز حماية الطفل في لبنان بما يتماشى مع اتفاقية حقوق الطفل.

كما أشار بو عاصي إلى “أن التأديب العنيف يضعف احتمال تحقق النمو الاجتماعي والعاطفي السليم لدى الأطفال، وأن العنف يقوض شعورهم بقيمتهم كأفراد وبكرامتهم. فمن واجبنا جميعاً كمجتمع وعي هذه الحقيقة والعمل على التخلّص من عادة التأديب العنيف في إطار تربية الأطفال.”

وقد حضر حفل الإطلاق ممثلّون عن قطاع حماية الطفل وشركاء وجهات مانحة رئيسية، بما في ذلك وفد من الاتحاد الأوروبي وسفارات كل من المملكة المتحدة وكندا والدنمارك.

قد يعجبك ايضا