لطالما كان الحديث عن المرض النفسي من المحظورات والمحرّمات في مجتمعاتنا الشرقيّة لسنوات طويلة، إنّما اليوم مع إزدياد الوعي حول أهميّة الصحّة النفسيّة وتأثيرها على حياة الفرد وأدائه اليومي، بات من الضروري تسليط الضوء على المشاكل النفسيّة، مخاطرها ومحاذيرها، خصوصاً أنّ نظرة المجتمع، الدين والدولة لا زالت متحفّظة إزائها.
لذلك، على الرغم من أنّ الأمراض النفسيّة باتت أمراً واقعاً، إذ أن المريض يمكن أن يكون أي فرد من أفراد العائلة، المعارف، الأقرباء أو الأصدقاء، فالمريض النفسي يبقى هو من يُعاني والمجتمع من حوله لا يرحم، مع العلم من أنّ أيّ شخص معّرض للإصابة بمرحلة من مراحل حياته باضطرابات ومشاكل نفسيّة، وبالتالي لا يجب أن يخجل بها بل عليه المُسارعة في طلب المساعدة للعلاج المختصّ بحالته، وعلى المحيطين به تقبّل وضعه ودعمه دعماً كاملاً.
بمناسبة يوم الصحّة العالمي أطلقت الجامعة اللبنانية الأميركيّة في بيروت حملة بعنوان “حكّم عقلك، المرض النفسي مش عيب”، خلال ندوة للتوعية حول الصحّة النفسيّة، برعاية وزارة الصحّة العامّة اللبنانيّة.
وشارك فيها أطبّاء، خُبراء نفسيّين ومرجعيّات دينيّة مختلفة، وتمّ عرض لمختلف الآراء المختّصة بهذا الموضوع من نافذة الطبّ، الدين والمجتمع، كما تميّزت الندوة بحضور النجم تيم حسن، كونه يلعب دور البطولة لشخص مصاب بمرض نفسي في مسلسل “عائلة الحاج نعمان”، الذي بدوره شدّد على “صعوبة تجسيد دور المريض النفسي في الأعمال الدرامية، إذ أنّ أيّ حركة أو تعبير خاطئ، يؤدّي إلى عدم إيصال الرسالة بطريقة صحيحة”.
وأشار حسن في حديثٍ خاصٍ لموقع المجلس العالمي للتسامح والسلام إلى أنّ “هذه الندوة هي أكبر دليل على وجوب أن نعي أهميّة هذا المرض”، مضيفاً “دور شخصيّة خالد في مسلسل عائلة الحاج نعمان تطلّب محاكاة للدور وإلمام بالشخصية من خلال دراسة نماذج خاصّة، من أجل التعمّق بالدور وتجسيده بأسلوب مميٍز لا يخدش الصورة العامة للمريض، وقد قدّمت من خلال أعمالي، محطّات عدّة ساعدت في نشر الوعي في ما يخصّ هذا الموضوع”، كما يُمكنكم متابعة الحديث كاملاً عبر الفيديو المُرفق بالمقال.