بالرغم من النمط السريع الذي نعيشه في الحياة، لا يزال حضن الجدّة ومجالسة الجدّ من أجمل الأماكن التي يمكن أن يقصده الحفيد. فغريزة الأبوّة والأمومة حاضرة مهما شاخا، والخبرة التربوية ثمنها لا يُقدّر.
كما أنّ الجدّ والجدّة يفهمان متطلّبات الأحفاد ويسعيان بالحبّ والمودّة إلى حلّ جميع مشاكلهم: الغرامية، الإقتصادية والعائلية… إذاً هما مصدر الخبرة والموآنسة والحنان.
دورُ الجدّ والجدّة في العائلة!
لا يمكن إعتبار أنّ دور الجدّ والجدّة في العائلة قريب من دور الأب والأم. طبعاً الوالدان لهما دوراً بارزاً في التربية الجيّدة والتنشئة الصالحة لأطفالهم، لكن لا يمكن إعتبار انّ الجدّين بعيدين عن هذا المضمار.
ويعتبر علم النفس الأسري بأنّ الجدّ والجدّة يرتاحان بوجود أحفادهم إلى جانبهم، ما يزيد حبّهما لهم بعيداً عن قوانين الأب وصرامة الأم، مع العلم أنّه يجب التذكير بأنه لا يمكن إستبدال الوالدان بالجدّين.
ما هي إيجابيّات وسلبيّات وجود الجدّ والجدّة في المنزل؟
من أهمّ الإيجابيات لوجود الجدّ والجدّة ضمن العائلة هي إحداث المزيد من التوازن النفسي عند الأطفال خصوصاً عند هؤلاء الذين يعانون من صدمات نفسيّة أو مشاكل عائلية، ويعني ذلك، بعد قصاص الأهل مثلاً، يحتمي معظم الأطفال بجدّهم أو جدّتهم لأنهم يكونوا بحاجة لعطف وحنان بسبب الشعور المزعج الذي مرّوا به.
أما أبرز السلبيات، فأهمّها هو التدليل المفرط، لذا على الوالدان أن يصارحا ويشرحا للجدّ والجدّة بأنّ التدليل الزائد لا يُعلّم الطفل إلاّ المراوغة في التعامل مع الآخرين.
كما هناك نقطة سلبية أخرى وهي إنزعاج الجدّ والجدّة من معاقبة الأحفاد من قِبل الأهل. لذا على الوالدين أن يفسّرا للجدّ والجدّة أهمية المعاقبة في التربية.
ومن الأمور التي يستمتع بها الأجداد خصوصاً الجدّات هي شراء الهدايا وتقديم الحلوى للأحفاد. وطبعاً لهذا التصرّف، تفسيرات نفسيّة كثيرة كما له إنعكاسات صحيّة وإنعكاسات تربويّة سيّئة. لذا على الأهل أن يقوموا بالإتفاق على كميّة ونوعيّة الهدايا والحلوى المقدّمة للأحفاد.
وأخيراً، إذا أصرّ الأجداد على التدخّل في تربية الطفل، فالحوار معهم يكون الحلّ وذلك لتوضيح الأمور وشكرهم على محبتهم وعطفهم والتفسير لهم بأنّ التأديب والأخلاق والتربية من اساسيات الحياة. كما يجب على الأم أو الأب أن يحسنا التعامل مع والديهما أمام أبنائهما، لأنّ أسلوبهما هذا سينقل إلى أبنائهما فيما بعد.
تقوية العلاقة مع الجدّين…
يعتمد الأبوين على الجدّين لدرجة الإثقال عليهما ممّا يؤدي إلى انسحابهما وشعورهما بالانزعاج.
كما في الأحيان تظهر بعض المشاكل بين الفريقين بسبب التربية أو بسبب إختلاف في وجهات النظر. كما نلاحظ بعض الفتور العاطفي ما بين الأحفاد والأجداد في العائلات التي تظهر فيها المشاكل النفسيّة والمشاكل الإجتماعية.
لذلك، فمن الضروري مساعدة وتقوية العلاقة مع الجدّ والجدّة عبر الإنتباه للنقاط التالية:
أولاً، تفسير للجدّ والجدّة بشكل هادىء جداً، بأنّ الامور التربوية هي من مهام الوالداين.
ثانياً، إستشارة الجدّين بشكل مستمرّ في الأمور الصحيّة والتربوية. فالمسنّ عادة يحبّ أن يتشارك في الحياة العائلية كي لا يشعر بأنّ لا حاجة له. لذا نرى الكثير من الاجداد يتدخلون بأمور كثير كي يشعروا بأنهم لا زالوا “مهمّين” في المجتمع.
ثالثاً، يمكن الطلب من الجدّة أو الجدّ بمشاركة الأحفاد في أنشطة أو هوايات محبّبة من الطرفين مثل السباحة أو المشي في الطبيعة… هذه طريقة لتقوية العلاقة ليس فقط بين الأجداد والأهل ولكن مع الأحفاد أيضاً.
أما لتقوية العلاقة ما بين الأحفاد والاجداد، يجب تعليم الطفل على الإتصال المتكرّر بجدّه وجدّته للإطمئنان عليهما، أو كتابة رسائل هاتفية قصيرة أو إرسال صور عبر الخدمات الهاتفية.
كما يمكن تخصيص بعض الوقت من قبل الجدّ والجدّة لتعليم أحفادهم بعض المهارات التي يتقنونها كالرسم أو الأعمال الفنية أو العناية بالحديقة…