المجلس العالمي للتسامح والسلام

الإغتصاب الزوجيّ… جريمة محلَّلة!

بقلم: لاريسا أبو حرب

لاريسا أبو حرب

على سريرها الزَّوجيّ، تجلسُ مخضوبةً بالدماء. كدماتٌ زرقاء وحمراء، كلُّ واحدةٍ تعود ليومٍ محدَّدٍ، لساعة محدَّدة، لدقيقة عذابٍ لن تمحوها السنون بسهولة.

تجلسُ صامتةً… ففي حضرة الدموع، يعجز الِّلسان عن البوح بمكنونات القلب والنفس. بنظرها، هو لم يرتكب جرمًا؛ فهذا حقَّه! نعم، ألم يشترِ جسدها يوم وقَّعا سويًّا على “عقدِ” الزَّواج؟ أوليس من حقِّه أن يتمتَّع بما أصبح شرعًا ملكًا له من دون أن يأخذ موافقتها؟ أفكارٌ تجول في رأسها، ولكنَّها لا تعرف أنَّ من تبرِّئه من تهمة استعبادها، هو مغتصِب ولو كان على الورق… زوجها!

يغيب للأسف عن ذهن نسائنا في العالم العربي أنَّ العلاقة الجنسيَّة هي علاقةٌ حرَّة، تحصل برضى الطرفين، خصوصًا في إطار الزَّواج. فهنَّ يعتقدن أنَّ الزوج، كما الزبون في المحال التجاريَّة، دائمًا على حقّ، وأنَّ عليهنَّ تلبية رغباته حتَّى لو لم يردن ذلك لأسباب نفسيَّة أو جسديَّة، أو حتَّى لمجرَّد أنَّهنَّ لا يشعرن بالرغبة في ذلك في تلك الَّلحظة. وما نشهده اليوم من حالات اغتصابٍ على السرير الزوجي، ينذر بخطرٍ كبير محدقٍ بمفهوم مؤسَّسة الزَّاوج في جوهرها.

غالبًا ما يترافق الاغتصاب الزوجيّ مع العنف الأسريّ، ولكن هذا لا يعني أنَّ الاثنّين صنوان لا يفترقان. إذ إنَّ العديدات من ضحايا الاغتصاب الزوجيّ يعتقدن أنَّ الأمر طبيعيّ طالما أنَّ الزوج لا يتعرَّض لهنَّ بالضرب خارج إطار العلاقة الجنسيَّة. لذلك، يجدر هنا التأكيد أنَّ أيَّ علاقة جنسيَّة تتضمَّن أيَّ شكلٍ من أشكال العنف المؤذي، جسدًا أو نفسًا، أو أيَّ نوع من أنواع الإكراه، هي علاقة غير طبيعيَّة ولا ينبغي على أيِّ امرأة أن تقبلها تحت أيِّ ذريعة كانت.
وإذ كنَّا نسلِّط الضوء على الاغتصاب الزوجيّ الَّذي تتعرَّض له النساء، من الملفت ارتفاع عدد الرجال الَّذين قد وقعوا ضحيَّة الجرم عينه على يديّ زوجاتهنّ خلال العقد الأخير.

في النهاية، يجب توجيه كلمة شكر إلى جميع المنظَّمات الَّتي تعمل على نشر الوعي في صفوف الأجيال الصاعدة. وتبقى الكرة الآن في ملعبكنَّ يا أيَّتها النِّساء… فانتفضن!

قد يعجبك ايضا