مع احتفال العالم هذا العام بالذكرى السنوية السبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كرست الجمعية العامة للأمم المتحدة حدثا رفيع المستوى لتسليط الضوء على أهمية حقوق الإنسان كأداة وقائية لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.
واعتمد الإعلان، الذي تمت صياغته أعقاب الحرب العالمية الثانية، في باريس عام 1948. وينص الإعلان في 30 مادة مكتوبة بعناية على حقوق كل فرد غير القابلة للتصرف.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأثير الإعلان الثوري على العالم، قائلا إنه “قد تغلغل في السياسات والدساتير، من المستوى العالمي إلى الأطر الوطنية والإقليمية. وأطلق العنان لقوة المشاركة الكاملة للمرأة، وحفز كذلك الكفاح ضد العنصرية وكراهية الأجانب والتعصب”.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزه اعتماد الإعلان، أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت عن أسفها للتهديدات الماثلة أمام هذا التقدم. وقالت:
“هذا التقدم يتعرض للتهديد في العديد من البلدان، فإن الاعتراف الأساسي بأن جميع البشر متساوون ولديهم حقوق متأصلة يتعرض للهجوم. المؤسسات التي أقامتها الدول لتحقيق حلول مشتركة يتم تقويضها”.
وأضافت باشيليت أن “كل خطوة نحو تنفيذ أكبر لجدول أعمال حقوق الإنسان هي عمل من أعمال الوقاية وتعزيز الروابط بين المجتمعات وتعزيز التنمية الشاملة والسلام. وكل خطوة تبعدنا عنه تأخذنا إلى القاع، نحو المعاناة والظلم والكراهية والصراع”.
وأوضح الأمين العام أن الافتقار إلى الاعتراف بحقوق الإنسان المتساوية يعوق تحقيق أهـداف التنمية المستدامة الـ 17، ويبقى – في الغالب – السبب الجذري للصراعات المختلفة في جميع أنحاء العالم.
وقال “لدينا أدلة كثيرة على أن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترعاها الدولة هي علامة على الضعف وليس القوة. هذه الانتهاكات هي في الغالب مؤشر على النزاع بل وحتى الانهيار”.
ودعا الأمين العام الحكومات التي لم توقع أو تصدق على العهدين الخاصين بحقوق الإنسان، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى “فعل ذلك على وجه السرعة”.
وأكد غوتيريش، الذي أطلق يوم الاثنين استراتيجية جريئة على نطاق منظومة الأمم المتحدة لتمكين الشباب عالميا بعنوان “شباب 2030″، على الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الشباب في النهوض بحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وخاطب الشباب قائلا: “هناك مكان خاص في قلبي للشابات والشباب الذين يتحدثون عن العدالة الاجتماعية” وحثهم على جلب طاقتهم وشغفهم لتحدي الطرق التي تسير بها الأمور و “حمل الشعلة لإنسانيتنا المشتركة”.
وأضاف: “أنتم الأوصياء الحقيقيون على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وضمان ألّا يموت”.