المجلس العالمي للتسامح والسلام

إضطراب النوم عند الأطفال

د. أنطوان الشرتوني

خلال الطفولة، خاصةً ما بين السنتين والثالث سنوات، تظهر عند الطفل بعض اضطرابات الطبيعية في نومه. وعادةً هذه الإضطرابات تكون ردة  فعل تجاه نمو الجسدي و النفسي والإجتماعي للطفل.  وبعض الأحيان يمكن أن يفسّر اضطراب النوم الطبيعي عند الطفل بأنه عدم الشعور بالأمن أو الخوف من شيء ما.

ولكن الإضطرابات النوم الحادة (أي الطفل لا ينم إلا ساعات قليلة جداً خلال الليل)  تعتبر الدلائل على وجود إضطراب لدى الطفل.

 

أشكال اضطرابات النوم عند الأطفال.

أهم اشكال إضطراب النوم عند الأطفال هو الأرق الذي هو عدم القدرة على النوم، وصعوبة في بدء في النوم، أو الوصول إلى نوم عميق وعدم الراحة أثناءه، أو الاستيقاظ عدة مرات في الليل أوالإستيقاظ المبكر في الصباح.

وكثير من الأطفال يصابون بالأرق الطويل الذي يكون مزعجاً للطفل ووالديه. فإذا تم التأكد من عدم وجود مرض عضوي (مشاكل في الإمعاء، إرتفاع الحرارة، أو ضعف التنفس)، فعلى الأهل أن يتأكدوا إذا كان الطفل قلقاً أو خائف من شيء ما، كما الإرهاق الجسدي أو ضغوط نفسية، أو توتر… تؤدي أيضاً إلى الأرق

كما تغيير أو تأخر أوقات الذهاب إلى النوم أو تغيير مكان النوم،

والحرمان من الأب أو الأم أو الأزمات الأسرية أو المدرسية تؤدي إلى الأرق عند بعض الأطفال. وأخيراً الشعور بالذنب والخوف من الوقوع في الخطأ، أو مضايقة زملاء الطفل له في الروضة أو المدرسة تؤدي إلى الأرق عند هؤلاء الأطفال. كما الاستثارة الشديدة في النهار والغيرة من الأخوة  وخلافات مع الأطفال الآخرين كلها اسباب تؤدي إلى الأرق.

كما نرى نوع من المقاومة الذهاب للنوم عند الأطفال، عادةً تكون  نتيجة القلق أو الإثارة الزائدة، لذا بحاجة الطفل قبل النوم إلى التطمين الذي يحصلون عليه من والديهم وغلى الموسيقى الهادئة مع قصة جميلة لإنهاء النهار بالهدوء والسكينة.

وأهم أسباب وحلول المقاومة الذهاب إلى النوم هي:

– الخوف من الظلام. على الوالدين أن يتفهما ذلك ولا يوبخا الطفل بل تشجيعه على الحديث عن خوفه ومحاولة إقناعه بأن ذلك الخوف لا مبرر له. كما يإستطاعة الأهل من ترك الضوء خفيف جداً في غرفته.

–  عدم شعور الطفل بالنعاس: لذلك يجب تخفيف من فترة نوم الطفل في النهار، وإجبار الطفل للذهاب إلى النوم إذا لم يشعر بالنعاس وتأجيله بعض الوقت.

 

بعض الإقتراحات لتفادي مشكلة الاضطرابات النوم عند الأطفال

  • ليكن وقت النوم هو وقت مرح وليس إجبار الطفل على النوم. فمثلا، بعد الإستحمام وقراءة قصة سيحتاج  الطفل للهدوء للدخول في مرحلة النوم والسكينة.
  • الحرص على جعل الساعة التي تَسبِق نوم الطفل مريحة وهادئة وخالية من الشجار والانفعالات مع الطفل أو داخل الأسرة.
  • عدم إيقاظ طفل للعب معه. نرى ذلك خاصة عند العائلات التي تعمل طول النهار وترجع في المساء يكون الطفل قد نام. وبذلك يصعب على الطفل أن يعود إلى النوم مرة أخرى، فهو ليس كأي آلة مبرمجة تعمل
  • عدم إجبار الطفل للنوم بعد تعرضه للضرب أو للتوبيخ بطريقة قاسية أو متسلطة.
  • تحديد ساعة للنوم ثابتة، ولكنها غير جامدة أي يمكن من تغييرها حسب اليوم والحاجة
  • إختيار قصص جميل وتبعث في نفس الطفل الهدوء والإطمئنان
  • عدم إغلاق غرف النوم و إطفاء الأنوار.لأن ذلك يبعث الخوف في نفس الطفل، مما يسبب عدم الاستقرار والاضطراب في النوم.
  • الإبتعاد عن أكل السكريات قبل النوم.
  • تهيئة الطفل قبل الذهاب إلى النوم خاصة الأطفال الذين يحبون أن يبقوا مع أهلهم ملتصقين بهم وإعطائهم أشياء تبعث على الطمأنينة: لعبة من القطن ممكن من إحتضانها خلال النوم.
قد يعجبك ايضا