اختتم المؤتمر رفيع المستوى المعني بمنطقة بحيرة تشاد أعماله اليوم في برلين بالتزام المانحين بتقديم دعم قدره 2.17 مليار دولار بهدف الاستجابة الشاملة للأزمات في منطقة بحيرة تشاد، فضلا عن 467 مليون دولار في شكل قروض ميسرة لدعم الأنشطة الإنسانية وأنشطة بناء السلام والتنمية في الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا.
وسلط المؤتمر، الذي عقد خلال يومي الاثنين والثلاثاء بمشاركة أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية وجهات فاعلة في المجتمع المدني، الضوء على البعد الإقليمي لأزمة بحيرة تشاد، والدور الحاسم للأطراف الفاعلة المحلية، فضلا عن مناقشة الحلول فيما يتعلق بإحلال السلام والاستقرار في البلدان المتضرّرة.
وناقش المؤتمر المساعدات الإنسانية ومنع الأزمات وتحقيق الاستقرار، بالإضافة إلى التنمية، لرسم طريق للمضي قدماً نحو استجابة شاملة، فضلا عن الالتزام بمعالجة الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل لمساعدة ملايين الأشخاص المتأثرين بالأزمة في منطقة بحيرة تشاد.
مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة أعرب عن تقديره للدول المانحة وأضاف:
“ما زال أكثر من 10 ملايين شخص في منطقة بحيرة تشاد بحاجة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والحماية. لا يزال العنف والجوع والتهجير والخوف هو الواقع القاسي لحياتهم اليومية، لكن اليوم أصبح لدينا وصول أفضل إلى العديد من المجتمعات مما كنا عليه قبل عام. أشكر المانحين على إعلاناتهم السخية للغاية لدعم العملية الإنسانية. وهذا يرسل رسالة ملموسة من التضامن والأمل إلى الأشخاص الضعفاء الذين يحتاجون إلينا أكثر من أي وقت مضى”.
أما مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر فقال إن الدعم المقدم لمنطقة بحيرة تشاد هو “تأييد قوي لطريقتنا الجديدة في العمل معا لمعالجة كل من الاحتياجات الإنسانية والأسباب الجذرية للأزمة على المدى الطويل. وبهذه الطريقة، فإن استجابتنا للأزمة هي أيضا فرصة للاستثمار في مستقبل تقل فيه احتمالات وقوع الأزمات وتكون الدول أكثر مرونة”.
واتفق المشاركون أيضا على ضرورة وجود نهج متسق يجمع بين جميع الأدوات المتاحة لمعالجة أزمة الحماية والأسباب الجذرية للصراع باعتباره أمرا ضروريا لتمهيد الطريق لتنمية مستدامة ومرنة في المنطقة، وبالتالي المساهمة في مستقبل أفضل للناس المتضررين.
ويواجه أكثر من 17 مليون شخص في شمال شرق نيجيريا وأجزاء من الكاميرون وتشاد والنيجر أزمة معقدة يقودها الفقر المدقع وتغير المناخ والصراع العنيف، ونتيجة لذلك أصبح أكثر من 2.4 مليون شخص نازحين.