الإعاقة هي حسب تعريف منظمة الصحّة العالمية: “مصطلح يغطّي العجز، والقيود على النشاط، ومقيدات المشاركة في تنفيذ مهمة أو عمل، في حين أن تقييد المشاركة هي المشكلة التي يعاني منها الفرد في المشاركة في مواقف الحياة. أمّا لدى هؤلاء الأشخاص امتلكوا قوة نفسية مكنتهم من تسخير قدراتهم وشجاعتهم؛ لتحقيق ما وصلوا إليه، سواء أكانوا مخترعين أو رؤساء تنفيذيين أو مبدعين، وليس ذلك بالأمر الهيّن.
من هنا، يجب تسليط الضوء على أبرز الأسماء التي تغلّبت على الإعاقة وحققت نجاحات عظيمة في التاريخ ومنها:
1- ستيفن هوكينج
لا يقتصر اسم ستيفن هوكينج على البرنامج الرائع الذي يُعرض في قناة ديسكفري (Into the Universe with Stephen Hawking) فحسب، بل يعد هوكينج أحد أشهر علماء الفيزياء في العالم. والأمر المميز المذهل أنه حقق ذلك رغم تشخيصه بمرض التصلب الجانبي الضموري، عندما كان في سن 21 ربيعاً.
فرغم أنه لا يتكلم إلا عن طريق الحاسوب، ولا يغادر كرسيه الكهربائي المتحرّك منذ الثمانينات، إلا أنّ إعاقته لم تكن يوماً حجة للتخلي عن شغفه في دراسة الكون، خصوصاً النظرية النسبية العامة وميكانيكا الكم. ويعتبر كتابه “تاريخا موجزا للزمن” من أكثر الكتب مبيعاً، حيث ظل متصدراً قائمة أكثر الكتب رواجاً في صحيفة Sunday Times البريطانية لمدة 237 أسبوعاً.
2- روزفلت
فرانكلين ديلانو روزفلت، هو ذلك الرئيس الأميركي الذي قاد دولته بنجاح خلال الحرب العالمية الثانية، والذي أحبه شعبه رغم أنه قضى كل وقته في مكتبه على كرسيه المتحرّك.
فعندما كان في ذروة عمله السياسي: أصيب بشلل الأطفال أثناء شربه ماء غير نقي في أحد المعسكرات في أفريقيا، ممّا أدى لإصابته بشلل نصفي.
ولم يتم الإعلان عن إصابته لسنوات؛ بسبب خوفه من أن يشكك الناس في كفاءته القيادية، لعدم قدرته على الوقوف على قدميه، ولكن روزفلت أثبت أنّ الشلل لم يكن عقبة في طريقه كقائد.
3- رالف براون
لطالما سعى المؤسّس السابق لشركة براون- Braun- إلى منح الأشخاص ذوي الإعاقة حرية التنقل، فهو أحد رواد صناعة السيارات المصمّمة للكراسي المتحرّكة، واستحق لقب “بطل التغيير” من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
عانى رالف من ضمور العضلات منذ نعومة أظافره، ولكنه بدأ مسيرته المهنية عام 1966م باختراع أول عربة تتسع للكرسي المتحرك، مزودة بجهاز تحكم يدوي. وفي عام 1991م أطلقت شركة BraunAbility أول شاحنة صغيرة لذوي الإعاقة.
وأسهمت رؤيته في تمتع الملايين من ذوي الإعاقة بنعمة التنقل بالسيارات رباعية الدفع في مختلف أنحاء العالم. توفي رالف عام 2013 تاركاً إرثاً نافعا لذوي الإعاقة.
4- جون هوكينبيري
نال جون هوكينبيري الإعلامي والمؤلف الأميركي العديد من الجوائز الإعلامية عالية المستوى، فهو الذي اشتهر لكونه أحد أنجح الإعلاميين رغم إصابته في الحبل الشوكي.
وعمل هوكينبيري في المجلة الإخبارية Dateline في نهاية التسعينات حتى عرفه جمهوره بالإعلامي الذي يستخدم كرسياً متحركاً في شبكة الأخبار الأمريكية، كما ألف كتابه المشهور: “Moving Violations: War Zones, Wheelchairs and Declarations of Independence” والذي تحول فيما بعد إلى جزء من البرنامج الإذاعي عبر الراديو The Takeaway وهو برنامج إخباري محلي يُبث مباشرة على قناة Public Radio منذ عام 2008م.
5- فريدا كاهلو
تعتبر فريدا كاهلو فنانة تشكيلية عالمية من المكسيك، اكتشقت موهبتها وهي طريحة الفراش لعدة أشهر، عندما أصيبت في حادث حافلة في سن المراهقة، وعانت من كسور في ظهرها الذي لم يُشف بالكامل.
وعلاوة على ذلك فهي تعاني من تشوة في قدمها اليمنى؛ بسبب إصابتها بشلل الأطفال عندما كانت في السادسة من عمرها. وتعتبر فريدا إحدى أشهر التشكيليات من ذوي الإعاقة في القرن العشرين- توفيت عام 1954م.
لقد كانت حياتها الزوجية مع زوجها الفنان المكسيكي دييغو ريفيرا، مليئة بالمصاعب فأثر ذلك على أعمالها كثيرا، قد اشتهرت فريدا بفن البورتريه الذاتي، التي ظهرت في أكثرها حزينة، وهي جالسة على كرسيها المتحرك.
6- هيلين كيلر
اشتهرت الأميركية هيلين كيلر بكسرها لحاجز الصمم، وفقدان البصر، بكونها أول من حصل على شهادة جامعية من فئة الصمّ والمكفوفين، فأصبحت مؤلفة وناشطة سياسية ومحاضرة، ونُقشت صورتها في فئة الربع دولار بولاية ألاباما الأميركية.
وعُرضت قصة حياتها في فيلم أُطلق عليه “The Miracle Worker”- أي الموظفة المعجزة- حيث ظهرت الطريقة التي ابتكرتها معلمتها آن سوليفان للتخاطب مع هيلين.
وبلغت مؤلفات هيلين التي تم نشرها 12 كتاباً بما فيها قصة حياتها. هذا وشغلت هيلين منصب عضو في الحزب الاشتراكي الأمريكي، وشاركت في حملات مكثفة للدفاع عن حقوق المرأة وحقوق العمال.
7- لينين مورينو
هو أحد أشهر الأشخاص من ذوي الإعاقة، ممن شغلوا منصباً سياسياً بعد روزفلت، حيث عمل لينين نائباً لرئيس الإكوادور في الفترة ما بين 2003م حتى 2013م فترك بصمته التاريخية، وسلط الضوء على احتياجات الأشخاص من ذوي الإعاقة في بلاده.
وتعرّض لينين لطلق ناري قبل دخوله مجال السياسة، ممّا أصابه بالشلل السفلي. ويعود له الفضل في توفير احتياجات ذوي الإعاقة في الإكوادور؛ الأمر الذي رشحه لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2012م.