قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “إنّ الحروب أصبحت أكثر تعقيدا في عالم اليوم وكذلك جهود الوساطة من أجل السلام”، مضيفا أنّ “الصراعات الداخلية تتخذ بشكل متزايد أبعادا إقليمية ودولية”.
وفي مداولات مجلس الأمن الدولي حول الوساطة والحل السلمي للصراعات، قال غوتيريش “إنّ الصراعات بأنحاء العالم تستمر لسنوات وعقود بما يقوض التنمية وفرص الازدهار”.
ومنذ توليه منصبه شدّد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على ضرورة إيلاء الأولوية لجهود منع نشوب الصراعات والعمل لإحداث طفرة في الجهود الدبلوماسية من أجل السلام.
“لدى الأمم المتحدة عدد من موارد الوساطة التي نستخدمها بطرق مختلفة. المبعوثون والممثلون الخاصون يجرون المشاورات ويبذلون المساعي الحميدة ويجرون المحادثات غير الرسمية، وغالبا ما يتم ذلك إلى جانب جهود مبعوثي ووسطاء المنظمات الإقليمية والدول الأعضاء. قد يؤدي ذلك إلى إجراء عمليات سياسية مثلما حدث في ليبيا أو اليمن، وقد يسفر عن إنشاء عمليات حفظ سلام معقدة كما حدث في مالي، أو قد يركز على منع نشوب الصراع من مكتب إقليمي كما هو الحال مع المكتب المعني بغرب أفريقيا”.
وتطرق الأمين العام إلى أمثلة على جهود فريق الأمم المتحدة المتأهب لكبار مستشاري الوساطة، مشيراً إلى المساعدة المقدمة لتصميم عملية وساطة في اليمن يقودها مبعوثه الخاص مارتن غريفيثس.
وأضاف غوتيريش:
“التواصل غير المعلن أيضا يلعب دورا. مواصلة المحادثات مع حركة طالبان، على الرغم من سنوات الحرب واستمرار القتال وبعيدا عن أضواء الدعاية، تسمح بتوضيح المواقف. وتجدد الانخراط مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية استفاد أيضا من ذلك النهج”.
ولتعزيز كل تلك الجهود القائمة، شكل الأمين العام في وقت سابق مجلسا استشاريا رفيع المستوى حول الوساطة يضم عددا من الشخصيات الدولية المعروفة بخبرتها في هذا المجال.
وشارك في جلسة مجلس الأمن الدولي، عضو المجلس الاستشاري جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري بالمملكة المتحدة، الذي أعرب الأمين العام عن تطلعه للعمل معه على صعيد عدد من المبادرات خلال الأشهر المقبلة.
وأكد أنطونيو غوتيريش أهمية الاستثمار في مشاركة النساء في عمليات السلام.
“نستثمر أيضا في المشاركة ذات المغزى للنساء وقيادتهن لعمليات السلام، وضمان أن تكون للنساء دائما مقاعد على الطاولة، وأن تـُسمع أصواتهن. وقد شددت للمبعوثين الخاصين على أهمية ضمان إجراء عمليات جامعة، وعينت ثلاث نساء في مناصب رفيعة في مجال الوساطة خلال الأشهر الماضية”.
وقال الأمين العام إن الوساطة الجامعة تولي اهتماما كبيرا بالأبعاد المتعلقة بنوع الجنس في الصراعات، بما في ذلك العنف الجنسي.