الصراعاتُ العرقيّةُ في جمهورية الكونغو الديمقراطية خصوصاً النزاع بين مجموعتي “توا” و “لوبا،” أسفرت عن تشريد آلاف الأشخاص وغالبيتهم من الأطفال، في مقاطعة تنجانيقا الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد.
وفي مواجهة تداعيات هذه الصراعات وأهمّها الفقر المدقع والجوع والمرض، يضطرّ جيل كامل من البنين والبنات الكونغوليين إلى الزواج المبكر، كوسيلة لمقاومة الظروف القاسية التي يعيشونها.
إذ تعتقد العائلات أنّ الزواج المبكر يمكن أن يخفّف من الأعباء المالية العاجلة. برغم أنّ هذه الزيجات، التي غالبا ما ينظر إليها على أنها حلول قصيرة الأجل، يمكن أن تديم دورة الفقر للأجيال القادمة.
أنواريت وبونيفيس، زوجان شابان نازحان من الكونغو الديمقراطية تزوجا حديثا دون أن تربطهما أي علاقة حب. لقد تزوجا من أجل البقاء. ويبلغ الزوج بونيفيس كاكوجي من العمر 18 عاما، فيما تبلغ زوجته أنواريت ماميري 16 عاما.
يقول كاكوجي إنّ الزواج المبكر قتل كل أحلامه في الحياة:
“كان يجب ألا أتزوج الآن. لقد سُرقت الحياة طفولتي. كنت أحبّ أن أكون طبيباً. لكن الحياة أبقت أحلامي بعيدة عني. أنا وزوجتي نقطّع القشّ ونبيعه لنحصل على المال للبقاء على قيد الحياة. أشعر الآن وكأني شخص بالغ. لم أعد طفلا. فأنا زوج. لا أستطيع الجلوس واللعب مثل أي طفل. أنا أفكر فقط في المال”.
أمّا الزوجة أنواريت ماميري فتقول:
“أنا أفتقد المدرسة. كنت أود أن أكون معلمة. نحن حزينون لأن الحياة كانت ستكون أفضل بكثير إذا لم يجبرونا على الزواج. الحياة هنا محنة، خاصة العثور على الطعام. لا أؤيد الزواج المبكر، وإذا استطعت ذلك، فسأحرص على ألا يضطر أولادي إلى الزواج في وقت مبكر”.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين “إنها تسعى للتوعية بالمخاطر المرتبطة بالزواج المبكر، بما في ذلك حالات الحمل المبكر غير المرغوب فيها والتي غالبا ما تكون خطرة بين القصّر، فضلاً عن محدودية الفرص التعليمية للشباب، لا سيما الفتيات”.