نظم المجلس العالمي للتسامح والسلام مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بجينيف فعالية رفيعة المستوى لتعزيز صمود اللاجئين
شهد مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في جنيف، صباح اليوم، فعالية رفيعة المستوى جمعت قيادات دولية وأكاديمية ومنظمات أممية، نظمت بالشراكة بين المفوضية والمجلس العالمي للتسامح والسلام (GCTP)، تحت عنوان: “تعزيز صمود اللاجئين: مسؤولية مشتركة”.
افتتحت الفعالية بكلمات رئيسية لكل من السيدة روفيندري مينيكديولا، المفوضة المساعدة لشؤون الحماية، و معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام.
قالت مينيكديولا: ” نعيش في عالم تتزايد فيه حالات النزوح بسبب الصراعات والعنف والتغير المناخي، وقد تجاوز عدد النازحين 123 مليون شخص، بينهم 49 مليون طفل. من بين هؤلاء 38 مليون لاجئ عبروا حدود بلادهم، و72 مليون نازح داخلياً لم يغادروا بلدانهم بعد.”
وأضافت: “لكن رغم هذا الواقع المؤلم، نرى في اللاجئين عزيمة مذهلة. الصمود ليس مجرد النجاة، بل هو إعادة بناء الحياة، والمساهمة في المجتمعات، وكسر حلقة التهجير.” ” بناء الصمود يتطلب تحولاً في التفكير: من الاستجابة الطارئة إلى الحلول التنموية، ومن المساعدات المؤقتة إلى الاستثمار في الصحة والتعليم والإسكان والحماية الاجتماعية.”
“الهوية القانونية ليست مجرد وثيقة، بل هي بوابة إلى الكرامة، والوصول إلى الحقوق، والعمل، والأرض، والمساهمة الاقتصادية.”
من جانبه، أكد الجروان أن هذه الفعالية تؤسس لتحوّل في كيفية تعامل المجتمع الدولي مع قضايا اللاجئين:
“لا نجتمع اليوم كدبلوماسيين أو باحثين، بل كجبهة إنسانية موحدة لمواجهة واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في عالمنا: حماية اللاجئين وتمكينهم.” ” نوقع اليوم مذكرة تفاهم، نعم، ولكن الأهم أننا نُطلق أجندة مشتركة لتغيير الطريقة التي ننظر بها إلى اللجوء: من إدارة الأزمة إلى تصميم الحل.”
وتابع قائلاً: “الصمود لا يُورث، بل يُبنى. ويُبنى من خلال أنظمة عادلة، فرص حقيقية، وسياسات تحترم الإنسان.”
كما أشار إلى أن موضوع الفعالية “تعزيز صمود اللاجئين: مسؤولية مشتركة” ليس شعاراً بل تفويض عالمي يجب أن ينعكس في التشريعات والمناهج التعليمية والتنمية المجتمعية.

طاولة مستديرة:
تلا الجلسة الافتتاحية، طاولة المستديرة رفيعة المستوى، التي ناقشت أربعة محاور استراتيجية في تمكين اللاجئين، بإدارة الدكتورة بسمة الزين، نائبة رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام للشؤون الأكاديمية.
· الإطار القانوني والسياسات الشاملة، حيث أكد المشاركون على ضرورة تعزيز القوانين الدولية وضمان التمثيل القانوني، وتطوير أدوات الحماية، ومراعاة البعد الإنساني في سياسات الهجرة.
· الوصول إلى التعليم والتعليم العالي، حيث شدد المتحدثون على أن التعليم ليس ترفًا بل ضرورة لبناء صمود طويل الأمد، وأداة لحماية الأطفال، وتمكين الشباب من الاندماج والقيادة.
· التمكين القيادي للنساء والشباب، حيث عرضت تجارب ملهمة من لاجئات وقيادات شبابية في سويسرا وتشاد، وأكد المتحدثون على أهمية دعم شبكات التمكين المحلية وبناء مسارات لقيادة اللاجئين من الداخل.
· بناء السلام والتماسك الاجتماعي، حيث ناقش المشاركون دور الثقافة والفنون والصحة النفسية في إعادة بناء المجتمعات بعد النزوح، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات المستضيفة واللاجئين.
·
شارك في الطاولة المستديرة عدد من الشخصيات التي تمثل قطاعات التشريع، وحقوق الإنسان، والتعليم، وبناء السلام. من بين المتحدثين البارزين، سعادة السيد مارتن تشونغونغ، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، الذي قدّم مداخلة مسجّلة تناول فيها أهمية السياسات الشاملة لضمان حقوق اللاجئين، كما شارك السيد بيتر موزوليفسكي، ممثل برلمان اللاجئين في سويسرا، والذي تحدث عن التحديات التي يواجهها اللاجئون في التمثيل السياسي وصناعة القرار. وانضمت إلى النقاش أيضًا السيدة جين داوود، الحائزة على جائزة نانسن لأوروبا ومؤسسة مبادرة “Peace Therapist”، حيث عرضت نموذجًا مؤثرًا حول دور الدعم النفسي والتعافي المجتمعي في مسارات الصمود والاندماج.
كما شارك سعادة النائب دجنجورانغ سيندي إبينيت، نائب رئيس برلمان جمهورية تشاد، و عضو البرلمان الدولي للتسامح و السلام، والسيدة ماريا لوسيا أوريبي، المديرة التنفيذية لمنظمة أريغاتو الدولية في جنيف، والسيد وقاص أحمد، المدير التنفيذي لمؤسسة خليلي، إضافة إلى ممثلين عن المنظمات التي يقودها لاجئون، وجامعة السلام، ومركز الحوار العالمي كايسيد، وعدد من المنظمات الشبابية والمؤسسات التعليمية المعنية بالاندماج والتنمية.
وحظيت الفعالية بحضور رسمي ودبلوماسي رفيع المستوى، من تمثيليات الدول لدى الأمم المتحدة بجنيف ومنظمات الأمم المتحدة، ومنها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO). كما شارك عدد كبير من منظمات المجتمع المدني الدولية، وخبراء مستقلون، ومراكز أبحاث متخصصة في شؤون اللاجئين والتنمية المستدامة وأكثر من 30 منظمة دولية ومجتمعية.
مذكرة تفاهم وعمل مشترك:
ووقع رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام والسيدة روفيندري ، مذكرة تفاهم وعمل مشترك بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان والمجلس العالمي للتسامح والسلام ، وذلك على هامش الفعالية بهدف تعزيز وتأطير التعاون بين الجانبين لما يعزز التسامح والسلام وحماية اللاجئين حول العالم.
إطلاق كتاب تعزيز صمود اللاجئين:
وشهد ختام الفعالية الإطلاق الرسمي للكتاب الأكاديمي المرجعي:” تعزيز صمود اللاجئين: رؤى عالمية حول الاندماج، الشمول، والازدهار” الذي يتناول عبر ستة محاور متكاملة سبل تمكين اللاجئين في مجالات القانون، التعليم، الابتكار، الاقتصاد، الاندماج الاجتماعي، وتمكين المرأة والأسرة.
“الكتاب ليس مجرد محتوى أكاديمي، بل أداة عمل حقيقية لصنّاع القرار والجهات المعنية لبناء سياسات قائمة على الكرامة والعدالة والمشاركة.” – معالي أحمد الجروان
وفي لفتة رمزية تعبّر عن التقدير والتعاون، تم في ختام الفعالية تقديم نسخ رسمية من الكتاب إلى عدد من الشخصيات والمؤسسات الدولية البارزة، شملت:
السيدة روفيندري مينيكديولا، المفوضة المساعدة لشؤون الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،
مكتب اليونسكو في جنيف، تأكيدًا على الدور المحوري للثقافة والتعليم في دعم اللاجئين.

